أربعة أيام مرت على بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولكن بعض المراقبين يخشى انهياره في أي لحظة، إذ إن بنود الاتفاق الغامضة في جزء منها وانعدام الثقة العميق بين إسرائيل وحركة حماس يجعلان الاتفاق هشاً ومعتمداً بشكل كبير على أطراف خارجية مؤثرة وعلى رأسها الولايات المتحدة.
ويقول ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط أمس، إنه سيزور المنطقة، ومنها غزة، للمشاركة في ما وصفه بفريق التفتيش المنتشر في القطاع وعلى حدوده لضمان الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، وفقاً لوكالة رويترز.
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، قال ويتكوف إن تنفيذ الاتفاق سيكون أكثر صعوبة من إنجازه. وأضاف «سأكون جزءاً من فريق تفتيش في ممر نتساريم، وأيضاً في ممر فيلادلفيا». وأشار إلى أن «هذه هي الأماكن التي يوجد فيها مشرفون من الخارج، ليتأكدوا نوعاً ما من أن الناس بأمان وأن الأشخاص الذين يدخلون ليسوا مسلحين ولا أحد لديه دوافع سيئة».
وبدا أن تعليقاته هي أول تأكيد علني لمشاركة الولايات المتحدة على الأرض في غزة، من أجل المساعدة على إبقاء الاتفاق في مساره الصحيح.
هدنة هشة
لقد تأخّر بدء وقف إطلاق النار والتبادل الأول للأسرى حينما دخل الاتفاق حيز التنفيذ الأحد. وفي أثناء التأخير ثلاث ساعات قبل بدء الهدنة، أعلن الدفاع المدني في غزة أنّ غارات إسرائيلية تسبّبت بمقتل ثمانية أشخاص وإصابة 25 آخرين.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تولى منصبه الاثنين إنه «غير متأكد» من أنّ وقف إطلاق النار سيستمر. وهو تقييم يشاركه فيه محللون. وقالت آنا جاكوبس من معهد دول الخليج العربية في واشنطن لوكالة فرانس برس «للأسف هناك خطر كبير بانهيار الهدنة واستمرار (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو في حملته العسكرية في غزة».
المحلل غوست هيلترمان من مجموعة الأزمات الدولية أشار إلى أنّ «غياب نص رسمي متاح للعامة لبنود الاتفاق يفتح المجال لتفسيرات متباينة على نطاق واسع». وأضاف «النجاح سوف يعتمد أيضاً على الوسطاء الذين يعملون كضامنين».
وتابع «ينطبق هذا بشكل خاص على الولايات المتحدة، نظراً لثقلها ولكننا جميعاً نعلم أن ترامب لا يمكن التنبؤ بتصرفاته ولديه مدى اهتمام قصير جداً». وتساءل «هل سيسعى (ترامب) إلى تنفيذ الاتفاق أم سيفقد الاهتمام؟».
وكتبت سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا في مركز تشاتام هاوس للبحوث، في مقال رأي «من المهم التأكيد أن الصفقة هدنة هشة وليست وقفاً للصراع».
وأضافت إن ذلك «سيتطلب المراقبة المستمرة والمساءلة من الأطراف المتفاوضة. وسوف تكون هناك حاجة للعودة الفورية تقريباً إلى طاولة المفاوضات للحفاظ على المراحل المتبقية على قيد الحياة». ولا تزال الخلافات الرئيسة بين أطراف الهدنة قائمة، ومن ذلك مطلب إسرائيل نزع سلاح حماس، وهو أمر يستبعد تماماً أن تقبل به الحركة الفلسطينية.
من ناحية أخرى، تطالب حماس إسرائيل بإنهاء حصارها المستمر منذ 17 عاماً لغزة، الأمر المستبعد أيضاً. وقال مايكل هورويتز، رئيس قسم الاستخبارات في شركة الاستشارات الأمنية وإدارة الأخطار لو بيك إنترناشونال «الفجوة بين الطرفين هائلة». وأضاف «الافتقار إلى الشفافية في شأن الاتفاق يساعد نتانياهو عبر السماح له بالزعم أن وقف إطلاق النار هذا ليس دائماً، وأن إسرائيل ستكون قادرة على استئناف الحرب