آخر تحديث :الإثنين - 06 يناير 2025 - 11:25 م

كتابات واقلام


تقلص الغذاء الطبيعي .. أزمة تهدد صحة المجتمع

الأحد - 05 يناير 2025 - الساعة 01:01 ص

د/ عارف محمد عباد السقاف
بقلم: د/ عارف محمد عباد السقاف - ارشيف الكاتب



شهدت الأسواق المحلية مؤخرا ظاهرة مقلقة تتمثل في انتشار واسع للمواد الغذائية "الشبيهة"، التي تُحاكي المنتجات الطبيعية دون أن تمتلك قيمتها الغذائية الحقيقية. أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو الحليب و مشتقاته ومثلا "جبن المثلثات"، حيث أصبح من الصعب العثور على النوع الطبيعي، بينما تغزو الأرفف أنواع شبيهة لا ترتقي إلى مستوى المنتج الأصلي. هذا التوجه يعكس واقعا خطيرا يتمثل في تقلص خيارات الغذاء الطبيعي المتاحة للمستهلكين يوما بعد يوم. ومع اعتمادنا المتزايد على المنتجات المستوردة، نجد أنفسنا أمام موجة من الأغذية الصناعية التي تهدد صحة المجتمع، وتزيد من مخاطر سوء التغذية، وربما تؤدي إلى أزمات غذائية أشد وطأة في المستقبل. اليوم و بعد البحث في عدد من المحلات عن جبن مثلثات طبيعي لم اجد في أي من هذه المحلات مما دعاني إلى عدم الشراء.
لماذا تزداد المنتجات الشبيهة؟
يرجع انتشار هذه المنتجات إلى عوامل عدة، أبرزها:
1. (الربح السريع) يلجأ بعض الموردين والشركات إلى إنتاج أو استيراد أغذية منخفضة الجودة بسبب تكلفتها الأرخص مقارنة بالمواد الطبيعية.
2. (ضعف الرقابة) غياب الرقابة الفعالة على جودة المنتجات الغذائية يؤدي إلى دخول كميات كبيرة من الأغذية الشبيهة إلى الأسواق دون الالتزام بالمعايير الصحية.
3. (ارتفاع أسعار المنتجات الطبيعية) مع تزايد تكلفة الإنتاج، تصبح الأغذية الطبيعية أقل تنافسية من حيث السعر، ما يدفع المستهلكين نحو البدائل الأرخص.
حيث تتمثل العواقب الخطيرة لهذه الظاهرة في التالي:

1. (تدهور الصحة العامة) الأغذية الشبيهة تفتقر غالبا إلى العناصر الغذائية الأساسية، مما يسبب ضعف المناعة وزيادة معدلات الأمراض.
2. (فقدان الثقة في السوق) يؤدي انتشار هذه المنتجات إلى إحباط المستهلكين الذين يجدون أنفسهم مضطرين للاختيار بين السيئ والأسوأ.
3. (الاقتراب من أزمة غذائية) مع استمرار تقلص الخيارات الطبيعية، قد نجد أنفسنا أمام خطر حقيقي يهدد الأمن الغذائي.
لذلك ندعو الجهات المختصة إتخاذ ما يلزم حيال هذه الظاهرة ومن الحلول الممكنة التالي:
- تشديد الرقابة على الواردات: يجب على الجهات المختصة فرض معايير صارمة على الأغذية المستوردة لضمان جودتها.

- تشجيع الإنتاج المحلي: دعم المزارعين والمنتجين المحليين لإنتاج أغذية طبيعية وبأسعار تنافسية.

- زيادة الوعي المجتمعي: توعية المواطنين بأهمية اختيار الأغذية الطبيعية وتجنب المنتجات الشبيهة.
إننا نناشد الجهات المختصة، وفي مقدمتها وزارات الصناعة و التجارة والصحة، بضرورة اتخاذ إجراءات حازمة للحد من هذه الظاهرة المقلقة. إن استيراد مواد غذائية طبيعية بدلاً من المنتجات الشبيهة يجب أن يكون أولوية قصوى للحفاظ على صحة المجتمع وأمنه الغذائي.