آخر تحديث :الأربعاء - 08 يناير 2025 - 08:17 م

كتابات واقلام


الانتقادات ليست خيانة.. دعو الناس تعبر عن معاناتها

الثلاثاء - 07 يناير 2025 - الساعة 11:07 م

رائد عفيف
بقلم: رائد عفيف - ارشيف الكاتب



في ظل الأزمات التي يعاني منها سكان الجنوب مثل انقطاع الكهرباء، نقص الخدمات، وتأخر الرواتب، نجد بعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي يتعاملون مع مطالب الناس وكأنها خيانة. بدلًا من الاستماع إلى مطالبهم، يتم تحقيرهم واتهامهم بالعمالة. لكن الحقيقة هي أن غالبية هؤلاء المنتقدين ليسوا خونة، بل هم أبناء الجنوب الذين يواجهون واقعًا صعبًا. مطالبهم هي تعبير عن معاناتهم اليومية، وهم ليسوا أقل تمسكًا بالقضية من بعض أولئك الذين يزايدون دون فهم الواقع. الهجوم على هؤلاء المنتقدين لا يزيد إلا من الاحتقان ولا يحل الأزمات.



الرد على محاولات التفريق:



من المهم أن يدرك الجميع أن المجلس الانتقالي، المسيطر على المناطق المحررة، لا يمكن أن يضر نفسه أو يفتعل الأزمات التي تضر بمواطنيه. هذه الأزمات ليست من مصلحة الانتقالي، بل هي محاولات من أعداء الجنوب لزعزعة الاستقرار. وفي الوقت الذي يتجه البعض لاتهام الانتقالي بتجاهل الأزمات، نرى العرادة يحاول الظهور كمنقذ لعدن عبر تقديم المازوت للكهرباء. لكن الحقيقة هي أن الانتقالي قد بذل جهودًا كبيرة في هذا المجال. كان من الأولى أن يقوم العرادة بتوجيه إيرادات مارب إلى البنك المركزي في عدن لدعم الاقتصاد المحلي، حيث أن عدن هي التي تدفع رواتب الموظفين وموازنات محافظة مارب من مواردها الخاصة، بدلاً من التصدق على عدن بالمازوت لمدة يومين…



هل العرادة يتصرف كدولة مجاورة؟



من غير المنطقي أن يظهر العرادة نفسه كمنقذ لعدن عبر تقديم المازوت، بينما نحن لا نزال دولة واحدة. كان من الأولى توفير المواد الأساسية لجميع المحافظات، بدلاً من افتعال الأزمات التي تكشف عن عجز إدارة الدولة في توفير الخدمات الأساسية. كما يجب أن يتم توجيه الإيرادات التي يتم تحصيلها من جميع المحافظات، بما فيها مارب، إلى البنك المركزي في عدن لدعم الاقتصاد المحلي بشكل عادل. فإذا كان العرادة جزءًا من حكومة دولة واحدة، فهل يحق له أن يتعامل مع عدن كما لو كانت دولة مجاورة؟ يجب أن تكون الحقائق واضحة للجميع حتى لا يتم استغلال هذه الأزمات لتحقيق أجندات خاصة.



الخلاصة:



المنتقدون ليسوا خونة أو ضد الانتقالي أو الجنوب، بل هم أبناء الجنوب الذين يعبرون عن آلامهم ومطالبهم المشروعة. بدلاً من التخوين أو التجاهل، يجب أن نستمع إليهم ونوضح لهم ونعمل معًا من أجل تحسين الأوضاع وتحقيق العدالة في حقوقهم. كما يجب على أبناء الجنوب أن يعرفوا أن أعداء الجنوب يفتعلون الأزمات لمحاربة المجلس الانتقالي ومنعه من استعادة دولة الجنوب. يجب علينا أن نساند المجلس الانتقالي في هذه المرحلة الحرجة التي يواجه فيها اليوم حربًا خبيثة لا تقل ضراوة عن المواجهات العسكرية المباشرة، وأن نعتبر الانتقادات دعوة للتغيير والإصلاح، وليست ضد المجلس الانتقالي الذي يدافع عن القضية الجنوبية وشعبها.