آخر تحديث :الجمعة - 10 يناير 2025 - 06:55 ص

كتابات واقلام


جائحة سعر الصرف في عدن ؟!

الخميس - 09 يناير 2025 - الساعة 09:52 م

د. يوسف سعيد احمد
بقلم: د. يوسف سعيد احمد - ارشيف الكاتب


استخدم هنا عدن لأنها العاصمة والاكثر تأثيراوتاثرا فيما عنوان هذه المقالة ليس تشبيها بلاغيا استخدمناه للآثارة ولكنه تعبير حقيقي وصادق عن ما يحدث فلافرق بين جائحة كورونا وجائحة سعر الصرف بالنظر إلى المٱلات والآثار وسرعة التغير ؛ وفي كل الحالتين الإنسان هو المستهدف وهو الضحية .
بالمناسبة الدولار الامريكي في هذه الأيام مرتفع القيمة عالميا نتيجة قوة الاقتصاد الأمريكي حيث شهدت عملات الدول الآسيوية(اليابان 'كوريا' الصين و الهند ) انخفاضا كبيرا وحتى اليورو أمام الدولار المتجبر. لكن قوة الدولار لن تستمر طويلا حيث سيعمل الفيدرالي الأمريكي إلى كبح جموحه أخذا بعين الاعتبار الآثار لناحية ارتفاع الأسعار النسبية للصادرات الأمريكية وهو الأمر قد يؤدي الى ضعف القدرة التنافسية للصادرات الأمريكية في الخارج اذا ما استمر .

غير أن مايحدث في بلادنا من ارتفاع لقيمة الدولار أمام العملة الوطنية لا علاقة له بارتفاع الدولار عالميا والسبب بسيط وهو أننا اقتصاد معزول عن العالم ولذلك فإن الأسباب لها طبيعة محلية محظة..
في بلادنا نحن ليس أمام سعر مشتق استخدمنا عملة ثالثة لمعرفة الملائمة لان مايحدث من مبادلات تتم مع الدولار ليس لأنه العملة الرئيسية للاحتياطي النقدي الدولي فحسب بل لأنه يعتبر أيضا عملة الأساس في معظم معاملات الصرف الأجنبي .
اليوم وصل سعر الصرف في عدن مستوى قياسي وتاريخي حيث بيع الدولار الأمريكي الواحد ب2084 ريال يمني. لكن التدهور يحدث يوميا فكل يوم بفقد الريال مابين 10الى20 ريال أمام الدولار مع أنه لاتوجد في بلادنا اسواق مالية ثانوية يمكن أن تحدث مع هذا التغير في سعر الصرف في عمليات التداول اليومية .
هذا التغير العجيب والغريب لسعر الصرف ليس هو نتاج معاملات ومبادلات عادية وطبيعية اذا أخذنا بعين الاعتبار طبيعة الاقتصاد اليمني وحجمة ولكنه مخرج و نتاج المضاربات المنفلتة والمستمرة في سعر الصرف .
خلال الأيام الأخيرة قامت الحكومة بصرف راتبي شهرين دفعة واحدة وبقيمة قد تصل إلى أكثر من 170مليار ريال لموظفيها المدنيين والعسكريين ولوكان البنك المركزي قام بانزال هذه الكمية من النقود من مخزونه أو نتاج إصدار على المكشوف لقلنا أن التدهور المريع والمستمر خلال هذه الأيام للعملة الوطنية هو نتاج لزيادة حجم السيولة في السوق وبالتالي نعزي ذلك إلى هذا الأثر ولكن البنك المركزي ومنذو أشهر يقوم بتكليف البنوك بصرف الرواتب بالعملة المحلية مقابل تحويل قيمتها لهم بالعملة الأجنبية إلى حساباتهم في الخارج .هذا يعني أن الصرف تم من نفس السيولة الموجودة في السوق لدى البنوك وشركات الصرافة وبالتالي هنا تنعدم الآثار السلبية عندما يتعلق الأمر بسعر الصرف .
نعم مايجري نشرة من بيانات واخبار عن حجم ومستوى الفساد التي طال قطاعات ومسؤولين في الدولة وفقدان الأمل واليقين بشأن المستقبل يترك أثرا سلبيا .
لكن في كل الاحوال هناك تغذية مستمرة للسوق اليمني والجهاز المصرفي من العملات الأجنبية من خلال تحويلات المغتربين ورواتب القوات في مناطق الشرعية التي تصرف رواتبها بتحويلات خارجية بالريال السعودي وهذه تصل قيمتها شهريا إلى مليارات الريالات السعودية عدا عن تحويلات المنظمات الدولية وبالتالي هذا المعادل المالي يعوض كثيرا الطلب على الدولار بغرض الاستيراد حتى مع بقاء توقف صادرات النفط والغاز تقريبا مرة أخرى اقول تقريبا.
ان مايجري من انهيار مستمر في قيمة العملة الوطنية سيؤدي في النهاية إلى فقدان النقود لوظائفها تماما وبالتالي إخراجها من التداول ستعود بناء إلى حقبة المقايضة . وفي المحصلة إذا ما استمر هذا الوضع الجائحي فإن الجوع وسؤ التغذية الحقيقي الذي يواجه المواطنين الٱن سيتعاظم غدا لدى مختلف السكان وبشكل مريع و انا هنا احذر و علينا دق ناقوس الخطر ..
وفي المقدمة موظفي الدولة ذوي الدخول المحدودة بكل فئاتهم .
للاسف يحدث هذا في ظل صمت مريب ومطبق من قبل كل الجهات المسؤولة وغياب التطمينات الخارجية وبالذات من الأشقاء الداعمين لليمن .
أمام هذا الوضع على الحكومة والبنك المركزي استئناف إجراءاتهم وعملياتهم في توقيف وضبط المضاربين وتفعيل دور القانون والقضاء عدا عن السماح للنقابات والاتحادات بمواصلة التظاهرة دون ترهيب بما في ذلك التظاهر أمام مقرات التحالف مع تفعيل دور وسائل الإعلام في نقل الاخبار ليصل للعالم وقبل كل ذلك إلى الأشقاء انطلاقا من مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية تجاه دعم البلد اقتصاديا وماليا بمافي ذلك دعم مدخلات محطات الكهرباء بالمشتقات النفطية إلى أن يحل السلام والأمن والاستقرار ..
9 يناير 2025