لحظة تاريخية تطل علينا من الكويت، حيث تحققت أحلام جماهير اليمن، التي انتظرت أكثر من عشرين عاماً لهذا الإنجاز الكروي. بعد سنوات من المعاناة والإخفاقات، نجح منتخب اليمن في كسر القيود التي كبلته، وحقق أول فوز له في دورات كأس الخليج، ليُطبع لحظات من الفخر والاعتزاز في قلوب عشاق الكرة اليمنية.
في مواجهة مثيرة، استطاع منتخب اليمن تجاوز منتخب البحرين بنتيجة 2-1، ليشعل حماس الجماهير ويعيد البسمة إلى وجوه كل من عانى في سبيل دعم هذا الفريق. هدفان تاريخيان سجلهما اللاعب هارون الزبيدي، الذي أثبت من جديد أنه الأناكوندا الحقيقية في عالم كرة القدم اليمنية، حيث استغل كل فرصة سانحة ليهز شباك الخصم ويمنح فريقه طعم النصر.
تسجيل الأهداف:
- اليمن:
- هارون الزبيدي (د. 41، 89)
- البحرين:
- هدف عكسي (إهداء اليمن في د. 63)
على الرغم من أن الفوز قد يبدو حقاً بسيطاً في حسابات الكثيرين، إلا أنه يعني الكثير لجماهير اليمن. فقد كانت هذه اللحظة بمثابة الفرج بعد صبر طويل، وبداية جديدة تعيد للأذهان بريق الأمل وإمكانية النجاح. حيث كان اللاعبون يصرخون بأصوات عاطفية واضحة على أرض الملعب، متجاوزين بكثير فكرة الانتصار التقليدية، ليصنعوا فرحة حقيقية للوطن.
إنها ليست مجرد نقاط في جدول البطولة، بل هي رمز للقدرة على التغلب على الصعاب، والإصرار على تحقيق الأهداف حتى في أصعب الظروف. هذا الفوز يعني أن اليمن يعيد تشكيل مستقبله الكروي وأن الأمل لا ينطفئ أبداً.
لم يكن نجاح منتخب اليمن وليد الصدفة، فالمدرب الجزائري نور الدين ولد علي أثبت أنه عالم في قراءة الملعب. لقد استطاع أن يعيد تشكيل الفريق ليكون أكثر قتالاً وصموداً. اللاعبون أيضاً قدموا أداءً رائعاً، حيث كان التعاون بينهم واضحاً، وعكست تكتيكات المدرب كيف يمكن تجاوز العقبات بأسلوب رشيق.
تركزت الجهود في كل جوانب المباراة، حيث اتسم الأداء بالتركيز العالي والتمريرات السريعة والدفاع المُنظَّم، مما أعطى انطباعاً بقوة الفريق وقدرته على المنافسة.
لقد خطت اليمن خطوة فعلية نحو إنجازات أكبر في عالم كرة القدم، وبهذا الفوز العزيز يستعيد المنتخب ثقته بالنفس ويعيد أيضاً الأمل لجماهيره. يظل هذا الانتصار بمثابة جسر بين الماضي والحاضر، مؤكدًا أن لكل مصيبة غاية ولكل بلية نهاية. سيكون هذا التاريخ مُدوّنًا في سجلات الكرة اليمنية، وسيظل هدف هارون الزبيدي عالقاً في ذاكرة كل محب لكرة القدم.
في النهاية، نبارك لمنتخب اليمن هذا الإنجاز، ونتطلع إلى المزيد من النجاحات في المستقبل القريب.