انتهى عام 2024 الذي كان بمثابة عام تاريخي لنادي أتالانتا، الذي عاش فيه أفضل لحظاته عبر تاريخه بفضل القيادة الحكيمة للمدرب المخضرم جيان بييرو جاسبريني.
وشكل العام الكثير والكثير من اللحظات السعيدة لأتالانتا، حيث دخل النادي التاريخ الأوروبي من بوابة 2024، بعدما توج بطلا للدوري الأوروبي.
بطل استثنائي
سبق وأن وصف بيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي، مواجهة أتالانتا بأنها كالذهاب لطبيب الأسنان، في إشارة لصعوبة مواجهة فريق بيرجامو الذي شكل صعوبات كبيرة أمام العديد من الفرق الكبرى في أوروبا في السنوات الأخيرة.
وصف لا مثيل له من مدرب مخضرم وهو ما تحقق بالفعل خلال العام، بعدما قدم الفريق بطولة تاريخية باليوروباليج نجح في حصد لقبها في النهاية بأفضل طريقة ممكنة.
تصدر أتالانتا مجموعته بالبطولة بأربع انتصارات وتعادلين، ليتأهل لمواجهة سبورتنج لشبونة في دور ال16 ويتغلب عليه بنتيجة (5-1) في مجموع المباراتين.
واصطدم فريق جاسبريني بليفربول في لقاء ترشح فيه الريدز للعبور، لكن أتالانتا أطاح بليفربول بعد فوز عريض في معقل الريدز بملعب أنفيلد (3-0) ولم يتمكن الأخير من العودة في الإياب بعدما فاز بهدف نظيف.
وأطاح أتالانتا بمارسيليا من نصف النهائي وضرب موعدا مع ليفركوزن الذي لم يخسر أبدا طوال الموسم.
وقبل النهائي، لم يخسر ليفركوزن أي مباراة طوال 9 أشهر خاض فيها 51 مباراة بجميع المسابقات، حقق 42 انتصارا و9 تعادلات، ليأتي أتالانتا ويكسر السلسلة التاريخية محققا فوزا كبيرا (3-0) أذهل به الجميع حول العالم.
تتويج أتالانتا باليوروباليج يعد البطولة الأولى للنادي منذ 61 عاما لم يعرف فيها طعم البطولات.
مجد جديد
كان الفريق قريبا من الفوز بلقب آخر، بعدما وصل لنهائي كأس إيطاليا بمشوار صعب.
فأقصى أتالانتا ساسولو من دور ال16، تلاه الفوز على ميلان في أرضه بسان سيرو، ثم الإطاحة بفيورنتينا من نصف النهائي.
لكن في النهائي، التقى جاسبريني بيوفنتوس مع أليجري، ليحقق اليوفي انتصارا بشق الأنفس (1-0) ويخسر أتالانتا فرصة اللقب المحلي.
وجاءت فرصة أخرى لأتالانتا للبزوغ في أوروبا، بعدما واجه ريال مدريد (بطل أوروبا) في كأس السوبر الأوروبي.
لكن الريال المنتشي بضم كيليان مبابي في الصيف الماضي، نجح في إحراز فوز ثمين بنتيجة 2-0، بالرغم من تمكن أتالانتا من تقديم شوط أول لافت للأنظار.
البقاء في القمة
الموسم الجديد بدأه أتالانتا تدريجيا، فبعد فوز برباعية بالجولة الأولى، خسر الفريق مباراتين ضد تورينو وإنتر ميلان، لكن النهج بدأ يتصاعد بداية من لقاء آرسنال بافتتاحية الأبطال.
وبدأت النتائج تتحسن أكثر بمرور الوقت، حتى صنع الفريق سلسلة حديدية بعدما خاض 14 مباراة دون أن يخسر فيها أي لقاء، في سلسلة تاريخية للفريق (فاز 12 وتعادل 2).
بل إنه حقق الفوز في 11 مباراة متتالية بالدوري الإيطالي لأول مرة في تاريخه، ومن بينها جاءت انتصارات على فرق كبيرة مثل نابولي، ميلان وروما.
وفي دوري الأبطال، ظل أتالانتا بدون أي هزيمة في أول 5 جولات ليصبح ثالث فريق لم يتعرض للخسارة مع ليفربول وإنتر، لكنه تلقى خسارة مريرة أمام ريال مدريد بنتيجة (3-2).
ومع جمعه ل11 نقطة من 6 مباريات، أمامه فرصة لاقتحام المراكز الثمانية الأولى المؤهلة مباشرة لدور ال16.
وأنهى أتالانتا عام 2024 بالطريقة الأفضل في الكالتشيو، حيث يتصدر جدول ترتيب المسابقة برصيد 41 نقطة متفوقا على نابولي (الوصيف) بفارق الأهداف.