آخر تحديث :الأحد - 05 يناير 2025 - 08:03 ص

كتابات واقلام


انقطاع الخدمات وتأخر الرواتب ... صبر الشعب اليمني يوشك على النفاد

الخميس - 02 يناير 2025 - الساعة 12:46 م

د/ عارف محمد عباد السقاف
بقلم: د/ عارف محمد عباد السقاف - ارشيف الكاتب




بند الأجور والمرتبات هو حق أصيل لكل موظف يمني، ويجب أن يعود إلى مكانه الطبيعي كأولوية سيادية لا تقبل التأجيل أو المساومة. من غير المقبول أن يعيش المواطن على الهبات والودائع التي تُفرض بشروط تضعف السيادة الوطنية وتزيد من معاناة الناس. لا يليق بالشغب أن تُدار حقوقه وكأنها منة أو فضل من أحد.
ما يزيد الوضع سوءا هو إهمال السلطة المستمر للخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء. انقطاع التيار الكهربائي عن المواطنين بشكل متكرر أصبح واقعا يوميا بسبب تقصير الجهات المسؤولة وغياب الاهتمام الحقيقي بمعاناة الناس. يعيش المواطن في ظلام دامس، ليس فقط بسبب انقطاع الكهرباء، بل بسبب تجاهل السلطة لاحتياجاته الأساسية، وكأنها تسعى لخلق بيئة يائسة تزيد من احتقان الشارع.
التحركات الأخيرة التي قادها من يمثلون الشعب بحق جاءت كرد فعل طبيعي على هذا الإهمال الممنهج. مطالب الناس بالرواتب والخدمات ليست رفاهية، بل هي حقوق مشروعة يجب أن تُصان. هذه التحركات أظهرت أن الشعب لم يعد يقبل الصمت، وأحدثت هزة في عرش السلطة التي اعتادت على التعامل مع المواطن وكأنه عاجز عن المطالبة بحقه.
استمرار الوضع بهذا الشكل ينذر بتصعيد أكبر في المستقبل. السلطة تتجاهل أن احتياجات الناس الأساسية ليست موضوعا قابلا للتفاوض، وأن صبر الشعب على انقطاع الرواتب والكهرباء قد بلغ مداه. ما زاد الطين بلة هو العبث الذي يمارسه بلاطجة السلطة ومن يقف خلفهم من الأطراف الإقليمية التي تتلاعب بمصير البلاد، وكأنها ترى في الشعب مجرد أداة يمكن إخضاعها بالقمع أو إلهاؤها بفتات لا يسمن ولا يغني من جوع.

انتفاضة الشعب ليست خيارا بعيدا إذا استمرت السلطة في هذا النهج. الغضب المتراكم من تردي الخدمات وانقطاع الكهرباء وتأخر الرواتب قد يتحول إلى عاصفة لا يمكن لأحد أن يوقفها. الحل لن يأتي إلا من خلال استجابة حقيقية لمطالب الشعب ووضع حد لهذا الإهمال الذي لم يعد يُحتمل. السلطة أمام خيارين: إما تصحيح المسار أو مواجهة شعب لن يقبل بالظلم بعد الآن.