كارثة جديدة تحل بالسودانيين، فبعد المعارك الطاحنة التي شردت الملايين، ها هي تداعيات الحرب تهدد سكان عشرات القرى والبلدات على شواطئ النيل الأبيض بالغرق، إذ بات الفيضان العاتي ينذر بطوفان يحمل كارثة جديدة لا تبقي ولا تذر، في ظل تآكل البنية التحتية لسد جبل أولياء جنوبي الخرطوم، مع انشغال الدولة وكامل أجهزتها بالحرب المشتعلة بين الجيش وقوات الدعم السريع والتي اتخذت من المنشآت المدنية ميداناً لها.
ونتيجة للصراع المستمر والهجمات المتواصلة في منطقة سد جبل أولياء جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، توقفت عملية التشغيل في السد، بعد فرار المهندسين والفنيين العاملين بالسد منذ نوفمبر من العام الماضي، ما أدى إلى حدوث فيضان جراء حجز المياه دون أن تجد التصريف المناسب لمياه بحيرة السد، إذ غمرت المياه عدة مناطق على شاطئ النيل الأبيض، وكانت (الجزيرة أبا) أكثر تلك المناطق تضرراً، وباتت مهددة بالغرق تماماً، ما لم تتخذ المعالجات الفنية اللازمة لخفض مناسيب المياه.
وحذرت دراسة أعدها المعهد الدولي للمياه، بزيادة المخاطر على السد جراء استمرار الحرب، ومن مخاطر كبيرة ستواجه البنية التحتية الحيوية في السودان مثل سد جبل أولياء.
وتشير الدراسة إلى أنه بفعل انتشار الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أصبحت المباني الحكومية والقواعد العسكرية والجسور والسدود، بما في ذلك خزان جبل أولياء ذو الأهمية الاستراتيجية، أهدافاً أو نقاط ضغط في الحرب.
وأكدت الدراسة في إطار تقييمها لمخاطر عدم تشغيل سد جبل أولياء، خاصة في ظل إعدادات البوابة الثابتة، كما تركها المشغلون في نوفمبر 2023، أن الصراع المستمر من شأنه إحداث كارثة مماثلة لتلك التي شهدها السودان جراء انهيار سد أربعات في ولاية البحر الأحمر، بجانب العواقب المدمرة على كل البنية التحتية والأرواح البشرية، في حال لم تتم الصيانة المناسبة للسد.