إننا في هذا اليوم، وفي ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي، نحيي بكل فخر واعتزاز مسيرة النضال والتضحيات التي خاضها شعبنا الجنوبي الأبي، ونؤكد على أهمية هذه المناسبة العظيمة في توحيد الصفوف وتعزيز اللحمة الوطنية بين أبناء الجنوب في وقتنا الحالي، الذي تمر فيه قضيتنا بأحلك الظروف وأكثرها تحديًا.
في مثل هذا اليوم من كل عام، نُحيي ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي، تلك اللحظة التي أُعلن فيها عن التلاحم الداخلي بين أبناء الجنوب، متجاوزين كل الانقسامات والاختلافات التي حاولت القوى المتربصة بنا زرعها بيننا. واليوم، ونحن نحتفل بهذه الذكرى المباركة، نُدرك أكثر من أي وقت مضى أن التصالح والتسامح بيننا ليس مجرد شعارات، بل هو أداة حقيقية من أدوات المقاومة التي نواجه بها كل المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب وأهله.
إن الظروف التي يمر بها الجنوب في الوقت الراهن تستدعي منا جميعًا أن نكون على أعلى درجات اليقظة والتماسك، لأن أعداء الجنوب لا يزالون يعملون بكل قوتهم على إشعال الصراعات المناطقية والقبلية بيننا، معتقدين أن هذه هي الطريقة الوحيدة لقتل مشروعنا التحرري الذي ضحى من أجله شعبنا بكل غالٍ ونفيس... يريدون أن يظل الجنوب في حالة من الفوضى والانقسام، حتى لا نتمكن من تحقيق هدفنا السامي في استعادة دولتنا المستقلة، دولة الجنوب العربي، ويسهل عليهم ابتلاع أرضنا وثرواتها.
لكننا - وبعون الله - لن نسمح لهم بذلك؛ لن نسمح لأي قوة كانت أن تفرقنا أو تُضعف عزيمتنا؛ لأننا نعلم أن قوتنا تكمن في وحدتنا وتماسكنا، في إيماننا العميق بأن هدفنا واحد، وأن قضيتنا عادلة، فنحن أصحاب الحق في استعادة دولتنا، ومن أجل ذلك سنظل نرفع راية الحرية والاستقلال عاليًا، مهما كانت التحديات والصعاب.
في هذه الذكرى العظيمة، أوجه تحية إجلال وإكبار لأبطالنا البواسل في قواتنا المسلحة والأمن الجنوبي: إنكم اليوم تسطرون بأفعالكم وبطولاتكم أروع صور التضحية والفداء، فأنتم من تذودون عن الأرض والعرض، وتواجهون بكل شجاعة قوى الاحتلال والظلم التي تحاول أن تفرض إرادتها علينا. لقد قدمتم التضحيات الجسيمة في سبيل نيل الحرية والاستقلال، ولن يذهب دماء شهدائنا الأبرار سدى.
إن صمودكم في الجبهات هو خير تجسيد لهذا التصالح والتسامح الذي نحتفل به اليوم، لأنكم تعبرون عن وحدة الصف الجنوبي في أبهى صورة. أنتم مرابطون على الثغور، أنتم درع الجنوب الذي لا ينكسر، ولن ينسى شعبكم أبدًا تضحياتكم.
إننا في هذا اليوم نستذكر أيضًا أن التصالح والتسامح الجنوبي ليس مجرد ذكرى تكتب في صفحات التاريخ، بل هو التزام دائم نحيي فيه الروح الوطنية التي تجمعنا، ونؤكد فيه على أن هدفنا واحد، وهو استعادة دولتنا الجنوبية الحرة. في هذا اليوم، نطالب بوقف سياسة الابتزاز وافتعال الأزمات التي تمارسها حكومة الشرعية بحق أبناء شعبنا الجنوبي... لقد طال صبرنا، وإن صبرنا قد بدأ ينفذ.
إن شعبنا الجنوبي قد تحمل ما لا يتحمله البشر، لكننا نعلم أن القرار قادم، وأنه لا يمكن لأحد أن يوقف إرادة شعب أراد الحياة والحرية.. لن نسمح لأي طرف أن يستمر في فرض الظلم والابتزاز على أهلنا في الجنوب.
في هذا السياق، نوجه دعوة حارة لجميع أبناء الجنوب الشرفاء للمشاركة الفاعلة في الاحتجاج الجماهيري يوم غدًا الثلاثاء في ساحة العروض بالعاصمة عدن والمكلا بحضرموت، والذي سيحمل هذا الحدث رسالة قوية إلى كل من يهمه الأمر بأن الجنوب عازم على تحقيق حلمه في الحرية والاستقلال، وأن شعبه لن يتراجع عن مطالبه المشروعة.
لن نترك مجالًا للأعداء لكي يفرقونا، ولن نسمح لهم بأن يعبثوا بمستقبلنا. شعب الجنوب واحد، وقضيتنا واحدة، ولن نهدأ حتى نرى دولتنا الجنوبية الحرة المستقلة.
عاش الجنوب وعبه حرًا أبيًا مستقلًا.
فؤاد قائد جُباري/ متحدث جبهة ومحور الضالع
13 يناير 2025.
الصورة من إحدى فعاليات العام 2014 في ساحة العروض برفقة الزميل المناضل م. عمر السقاف والذي أكن له كل الشكر على احتفاظه بهذه الصورة والذكرى الجميلة.