آخر تحديث :الإثنين - 06 يناير 2025 - 09:11 م

قضايا


متى تنجز النقابات الجنوبية واجبها في استحقاقات الثورة الجنوبية

السبت - 04 يناير 2025 - 09:27 م بتوقيت عدن

متى تنجز النقابات الجنوبية واجبها في استحقاقات الثورة الجنوبية

يكتبه جمال مسعود علي

بعد أن اقحمت المناكفات السياسية اليمنية حقوق العمال والموظفين ورواتبهم الشهرية معها في دوامة الأزمة وجرتهم جرا إلى ساحات الاحتجاج واستفزت كرامتهم عبر التجويع والتعذيب غير المبرر ، لم يكفها تدني الأجور والمرتبات وايقاف التسويات الوظيفية ، وانهيار العملة وغلاء الاسعار وغياب الخدمات وتعطيل الحياة في العاصمة عدن وسائر محافظات الجنوب المحرر لم يكفها ذلك بل ضاعفت الضغط عليهم بإيقاف مرتباتهم الشهرية على ضآلتها لثلاثة أشهر وحولتها من البند الأول المرتبات والأجور إلى البند الرابع الهبات والمنح لتنقل العمال من الاستحقاق إلى التبرعات كاغرب إجراء حكومي يمارس بحق العاملين في الوظيفة العامة للدولة متحايلة على الجميع بمبررات واهية أثبتت الأيام أنها القناع الذي مررت به مشروع نقل الرواتب إلى بند الهبات والمنح وهاهم عمال وموظفو عدن ومحافظات الجنوب يتجرعون مرارة التجويع والتعذيب في المعيشة جراء انقطاع الرواتب .


كلنا يعلم بأن الجنوب يتعرض لحرب متعددة الأوجه ويتصدى لها شعبه بكل فئاته ومكوناته ، وان القوات المسلحة الجنوبية وهي ثمرة جهود البناء المؤسسي الجنوبي والتي جمعت في صفوفها مختلف التشكيلات الجنوبية من المقاومة والجيش الجنوبي المسرح من الخدمة والعائدين إلى حضن الجنوب من الجنوبيين في قوات الجيش اليمني لازالت في خنادقها تذوذ عن حياض شعب الجنوب تواجه تحديات الحاقدين من فلول القوى الظلامية متعددة الأطياف سواء في الحدود او ضد الخلايا النائمة المندسة بين أوساط المجتمع الجنوبي ، وهي في يقظة تامة قابضة على الزناد تتحمل الأمانة العظيمة في حماية مصالح الشعب.


اليوم استوجب نقل النضال والبذل والتضحية إلى صف العمل المدني ليدافع هو الآخر عن مصالح الشعب التي يتم انتهاكها من قبل تلك القوى الظلامية المستخدمة اساليب التضييق على الشعب في معيشته بكل الوسائل وتتلذذ بتعذيبه ، وللتصدي لهذا الخطر الذي مس مصالح شعب الجنوب وتجاوز الخطوط الحمر صار لزاما وطنيا على القوى المدنية ممثلة بالاتحادات والنقابات العمالية المهنية الجنوبية ومنظمات المجتمع المدني والناشطين في المجالات المدنية أن يقوموا بواجبهم لاستكمال استحقاقات شعب الجنوب ومواكبة مسارات النضال التي لا ولم ولن تتوقف عسكريا وأمنيا ودبلوماسيا في الداخل والخارج ، وعلى هذه القوى المدنية وعلى رأسها الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب أن يخرجوا عن صمتهم ويرفعوا اصواتهم عالية ويشقوا مسارا نضاليا مدنيا لانتزاع حقوق الشعب الجنوبي في العيش بكرامة واستقرار ، ويتصدوا لمشاريع التجويع والتعذيب التي تمارس ضدهم بتعطيل المصالح الحيوية ومنع استثمار الموارد والثروات وجمع الإيرادات السيادية وتوفير الخدمات الأساسية الدائمة والمستقرة في الكهرباء والماء والتعليم والصحة وتحسين المستوى المعيشي ورفع الأجور بما يحقق العيش الكريم وتوفير الغذاء والدواء بدون انتهازية وابتزاز ومحاولة للوي ذراع القوى السياسية الجنوبية.


الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب وبعد أن حقق نجاحا كبيرا في حشد القوى المدنية معه في الوقفة الاحتجاجية الجنوبية الكبرى أمام مقر الأمم المتحدة غرة العام ٢٠٢٥م وبعثه برسالة لفت بها نظر المجتمع الدولي إلى ما يعانيه شعب الجنوب من التضييق عليه في المعيشة دون مبرر وحرمانه من حق الحياة المعيشية الآمنة والمستقرة للمناطق المتحررة من الانقلاب وتعطيل كل أسبابها ، عليه أن يقود كل القوى المدنية خلفه في جبهة واحدة تضغط إلى جانب القوات المسلحة الجنوبية والقوى السياسية والدبلوماسية لإنجاز الاستحقاق الجنوبي واستكمال مراحل الثورة الجنوبية بكفاءة واقتدار من خلال التهيئة والاستعداد للمرحلة القادمة والتحضير الأمثل لانتزاع حقوق شعب الجنوب في السيادة على أرضه ومقدراته وأنهاء كل مظاهر الابتزاز المذل من قبل القوى اليمنية الفاشلة في استعادة شرعيتها على أرضها ، ومن خلال حربها الاقتصادية ضد الجنوب كانت سببا في تأخر اعلان الاستحقاق الجنوبي بتقرير مصيره وإعلان دولته.

على القوى المدنية الجنوبية ممثلة بالاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب والهيئة العسكرية والأمنية الجنوبية وسائر الاتحادات والمنظمات الحقوقية القانونية والإنسانية في الجنوب أن تستغل الزخم الجماهيري الغاضب على ممارسات التجويع والتعذيب ضده ولتناضل حتى تنتزع استحقاقاتها انتزاعا وتنتصر للثورة الجنوبية وتستكمل متطلبات المرحلة مع القوات المسلحة الجنوبية والحراك السياسي والدبلوماسي الجنوبي في الداخل والخارج للوصول معا إلى موعد إعلان الدولة الجنوبية كاملة السيادة.