شكّل قصف استهدف مواقع وأهدافا تابعة لجماعة الحوثي بغرب اليمن وشماله وتمّ تنفيذه لأوّل مرّة بالتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا منعطفا جديدا في التصعيد ضدّ الجماعة الموالية لإيران كان متوقّعا منذ فترة بسبب تمادي الجماعة في استهداف خطوط الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وقيامها بشنّ هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على مواقع في الداخل الإسرائيلي وشمولها بتلك الهجمات لقطع بحرية حربية أميركية.
وجاء القصف الجديد مكمّلا لتدرّج ملحوظ في وتيرة وشدّة القصف الأميركي – البريطاني لأهداف تابعة للحوثيين تمّ تسجيله خلال الأيام الأخيرة وحمل مؤشرات على سقوط خيار السلام مع الجماعة وتقدّم سيناريو الحسم العسكري ضدّها.
وجاء القصف الثلاثي الذي حدث الجمعة غداة مغادرة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ للعاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين بعد زيارة هي الأطول حيث استمرت ثلاثة أيام وتحدّثت مصادر سياسية عن فشلها في إحداث أيّ خرق باتجاه كسر الجمود في جهود السلام في اليمن، غير مستبعدة أن يكون ذلك الفشل بمثابة سقوط الفرصة الأخيرة للسلام وإفساح المجال لموجة جديدة من التصعيد العسكري.
وتعرضت العاصمة صنعاء ومناطق متفرقة شمالي اليمن وغربه لقصف إسرائيلي – أميركي – بريطاني، وفق ما أعلنته جماعة الحوثي وأكدته إسرائيل.
وقالت قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين إن “عدوانا جويا يستهدف محيط ميدان السبعين بالعاصمة بالتزامن مع توافد جماهيري للمشاركة في مظاهرة تضامنية مع غزة”.
وكان الحوثيون قد انخرطوا منذ أكثر من عام في عمليات تعرض لسفن تجارية واستهدافات لمواقع وأهداف إسرائيلية تحت عنوان دعم الفلسطينيين في قطاع غزّة.
ودأبوا منذ ذلك الحين في تنظيم تظاهرات حاشدة في صنعاء وخصوصا أيام الجمعة يتم خلالها رفع شعارات مساندة لفلسطين ومنددة بإسرائيل والغرب وخصوصا بريطانيا والولايات المتحدة.
وأعلنت القناة عن “إصابة عامل وتضرر منازل مواطنين إثر ثماني غارات استهدفت محطة كهرباء حزيز في مديرية سنحان التابعة لمحافظة صنعاء.” كما قالت الجماعة عبر حسابات تابعة لها في مواقع التواصل الاجتماعي إنّ “ست غارات عدوانية استهدفت ميناء الحديدة” غربي اليمن.
وذكر خبر للقناة أنّ “عدوانا أميركيا – بريطانيا استهدف باثنتي عشرة غارة مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران،” شمالي صنعاء.
وعلى الطرف المقابل قالت هيئة البث العبرية الرسمية “للمرة الأولى يُشنّ هجوم مشترك إسرائيلي – أميركي – بريطاني على أهداف حوثية في اليمن.” ونقلت الهيئة عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تسمّه أن “تل أبيب نفذت هجمات في اليمن بالتنسيق مع واشنطن.”
القصف الجديد جاء مكمّلا لتدرّج ملحوظ في وتيرة وشدّة القصف الأميركي – البريطاني لأهداف تابعة للحوثيين تمّ تسجيله خلال الأيام الأخيرة وحمل مؤشرات على سقوط خيار السلام مع الجماعة
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن مقاتلاته هاجمت أهدافا للحوثيين في الشريط الساحلي الغربي وعمق الداخل اليمني. وأوضح أن من بين الأهداف التي تمت مهاجمتها “البنية التحتية في محطة كهرباء وفي موانئ رأس عيسى والحديدة”.
من جانبه أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن “ميناء الحديدة أصبح مشلولا وميناء رأس عيسى يحترق،” وتوعد بملاحقة قادة الحوثيين قائلا “لن يفلت أحد من العقاب”.
ويمثّل شلل تلك المرافق ضربة كبيرة لسلطة الحوثيين التي يفرضونها كأمر واقع في مناطق سيطرتهم كون المنافذ البحرية التابعة لهم في غرب اليمن تمثّل شريان حياة ضروري لهم إذ أنّهم يتلقون عبرها مختلف أنواع السلع الأساسية والمواد الضرورية من غذاء ووقود وغيرها، ومن دونها تتحول مناطقهم إلى مناطق داخلية معزولة نظرا إلى كون باقي المنافذ البرية أو المفضية إلى البحر في جنوب البلاد وشرقها واقعة تحت سيطرة السلطة اليمنية المعترف بها دوليا.
وتوعدت حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا بالرد على القصف الأميركي – البريطاني – الإسرائيلي وقالت في بيان إنّ “أي عدوان على بلدنا لن يمر دون عقاب وقواتنا المسلحة قادرة على الدفاع عن اليمن”.
وفي نطاق ذلك “الردّ” أعلنت الجماعة استهدافها لحاملة طائرات أميركية وعدد من القطع الحربية التابعة لها في البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ والمسيرات.
وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان تلاه في ميدان السبعين بصنعاء “استهدفنا حاملة الطائرات الأميركية ترومان وعددا من القطع الحربية التابعة لها شمال البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والمسيرات”. وأضاف “العملية أفشلت هجوما جويا جديدا ضد بلدنا انطلاقا من ترومان التي تم إجبارها على مغادرة منطقة شمالي البحر الأحمر”.