آخر تحديث :الإثنين - 20 يناير 2025 - 12:42 م

الصحافة اليوم


شتاء النازحين بمخيمات مأرب في اليمن.. معاناة مضاعفة

الإثنين - 20 يناير 2025 - 09:29 ص بتوقيت عدن

شتاء النازحين بمخيمات مأرب في اليمن.. معاناة مضاعفة

عدن تايم/ متابعات

يواجه النازحون في اليمن أخطارًا صحية وبيئية متزايدة، في ظل موجات البرد القارس خلال فصل الشتاء؛ مما يضاعف معاناتهم التي تضاف إلى التحديات المعيشية والظروف الاقتصادية الناجمة عن الحرب المستمرّة في اليمن.


وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن “4.5 ملايين يمني لا يزالون نازحين في أنحاء البلاد، الكثير منهم تعرّض لعمليات نزوح متعددة على مدى عدّة سنوات”.


ويقول المكتب إن “ما يقارب 1.5 مليون شخص منهم يعيشون في 2,382 موقع نزوح جماعي، وعرضة لآثار الصراع المستمر والتغييرات المناخية”.


وتشهد مرتفعات اليمن، التي تعد أكثر برودة من معظم البلدان العربية، درجات حرارة يمكن أن تنخفض إلى ما دون الصفر خلال فصل الشتاء. ويصنّف اليمن ضمن الدول الأشد تأثرًا بالتغيرات المناخية، والأقل استعدادًا لتحمل صدمات تغير المناخ، وفق مؤشر أخطار المناخ لعام 2024.


ظروف صعبة


النازح حسين عبد الله عبد القوي زيد (38 عامًا)، يسكن في مخيم “السويداء” على بعد 8 كيلومترات شمالي مدينة مأرب (وسط اليمن)، ويعول أسرة من 6 أشخاص، أغلبهم أطفال.


يضم المخيم ما بين 2000 و2500 أسرة نازحة من مختلف المحافظات. وهو محطّة النزوح الثالثة لعبد القوي، فقد نزح قبلها من محافظته تعز (جنوبي غرب اليمن)، إلى منطقة الصمدة بمديرية الوادي شرق مدينة مأرب، ثم إلى حريب، جنوبي مأرب، قبل أن يستقر بالسويداء منذ عام 2021.


يتكوّن مسكنه من خيمة واحدة، يقابلها حمام من الزنك، ومطبخ غير مسقوف من اللبِن لا تتجاوز مساحته مترين مربعين، وتحيط به قطع قماشية متهالكة منصوبة على أعواد خشبية.


وقال عبد القوي للجزيرة مباشر “نعاني من شدة البرد هذه الأيام، ولا نمتلك أي وقاية. كما ترون، عايشين في الخيمة، ولا نمتلك أي شيء غيرها. لا نمتلك أي فرش أو بطانيات تقينا من البرد”. وعن كيفية مواجهتهم للبرد، قال “الكبار (هو وزوجته) نجلس (ننام) بدون بطانيات، وندفئ الصغار بالبطانيات المتوفرة”، مضيفًا أن الأطفال أكثر تضررًا من البرد القارس، ولا يستطيعون مقاومته.


وفيات بسبب البرد


بدوره تحدث عبده الغولي، مدير مخيم السويداء، للجزيرة مباشر، عن شح في البطانيات والفرش وقال “أغلب الأسر تعاني من البرد القارس هذه الأيام. ولا تجد ما تدفئ به أطفالها”، مضيفًا “هناك نازحون جدد أتوا من بلادهم بلا مأوى ولا إيواء”، وأضاف: “البرد هنا قارس. ولدينا كثير من الأطفال وكبار سن مرضى من شدّة البرد ولا يجدون ثمن العلاج”.


من جانبه قال خالد الشجني، مساعد المدير العام للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب، إن النازحين بالمحافظة يتوزعون في 204 مخيمات وتجمعات نزوح، في حين يعيش نحو 80% من النازحين خارج المخيمات.


وأضاف للجزيرة مباشر “يمثل الأطفال والنساء وكبار السن أكثر من 70% من تركيبة السكان داخل المخيمات وخارجها، وهم أكثر الناس عرضة للطقس البارد”.


وأوضح أن أغلب ساكني المخيمات “يعيشون في مأوى مهترئ، عبارة عن خيام وعشش لا يقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء”، مبينًا أن الضرر الذي يلحق بهم “كبير جدًّا، ويهدد حياتهم”.


وتابع “الأسر التي تسكن في المناطق المفتوحة أكثر عرضة لأمراض الشتاء، التي قد تؤدي إلى الوفاة. العام الماضي وما قبله حصلت عدّة وفيات من الأطفال والمسنّين، وكان البرد السبب الرئيس لوفاتهم”.


الدكتور علي علوان، وهو أخصائي أطفال يعمل بمستشفى السويداء، قال للجزيرة مباشر إنه يستقبل بين 50 و70 طفلا مريضا يوميا بسبب أوضاع النازحين مع دخول موسم الشتاء، موضحًا أن “الخيام تكون بادرة في الليل، وتسبب التهابات شديدة في الصدر، والتهاب اللوزتين”.


وقال وهو يقلّب صفحات سجل المرضى “يوم السبت مثلًا (14 ديسمبر/كانون الأول 2024) استقبلت 64 حالة”، مشيرا إلى نقص في الأدوية والكوادر الصحية، إضافة إلى بعد المخيم عن المدينة، وندرة المواصلات.


ظروف قاسية واحتياجات ملحّة

منسق كتلة “المأوى والمواد غير الغذائية” في مأرب، أمين المقبول، قال للجزيرة مباشر إن ما يزيد على 1.5 مليون نسمة يسكنون في 2382 مخيم نزوح في اليمن، ويعانون ظروفًا معيشية قاسية، خصوصا مع دخول فصل الشتاء.


وأضاف متحدثا للجزيرة مباشر عبر تطبيق واتساب أن “أغلب العائلات تفتقر إلى مأوى مناسب ولا يزال أكثر من نصف تلك الأسر تسكن في مأوى طارئ بحالة مهترئة جدًّا”.


وقال المقبول: “احتياجات الأسر النازحة إلى الدعم الشتوي، كالملابس والبطانيات ووسائل التدفئة، أمر حيوي، وخصوصًا للفئات الأشد ضعفًا كالأطفال وكبار السن والنساء والأفراد الذين يعانون أمراضًا مزمنة أو إعاقات دائمة”.


وأوضح المقبول أن تحليل كتلة المأوى في اليمن يظهر أن قرابة 655 ألف شخص يقيمون في 30 مديرية يحتاجون إلى مساعدات شتوية، من بينهم نحو 232 ألف شخص معرضون لدرجة حرارة التجمد”.


وأضاف: “إجمالي الدعم الشتوي المطلوب لخطة العام الحالي يقدر بـ8 ملايين دولار”، مبينًا أن “الانخفاض الحاد في التمويلات يعرّض أغلب الأسر النازحة إلى مخاطر شديدة وظروف معيشية بالغة التعقيد”.