عُرفت منطقة الخليج العربي بتقلباتها الجوية وأعاصيرها التي تحمل أسماءً متنوعة، لكن في عالم كرة القدم، شهدت المنطقة إعصارًا عمانيًا لا يُنسى، تمثل في المدرب رشيد جابر اليافعي. قاد منتخب عمان إلى إنجاز تاريخي في بطولة خليجي 26 التي أقيمت في الجهراء الكويتية، حيث أظهروا أداءً يمثل نموذجًا للتكتيك والانضباط الذي يُعتبر سمة من سمات كرة القدم الحديثة.
أظهر رشيد جابر في هذه البطولة مهارات تكتيكية رائعة، حيث قدّم درسًا قاسيًا للمدرب الفرنسي هيرفي رينارد عندما سيطر على مجريات اللعب رغم فقدانه للاعب بارز مثل المنذر العلوي لأكثر من شوط ونصف. تمكن المنتخب العماني من فرض إيقاعه على المباراة، مما يُظهر مدى القوة الذهنية والقدرة على مقاومة الضغط.
في الشوط الأول، لعب المنتخب العماني بتكتيك هادئ وصبور، خالط بين الدفاع القوي والتمريرات الذكية، متجنبين الأخطاء التي قد تمنح الفرصة للمنتخب السعودي لاستغلال مهارات لاعبيه الفردية. وعلى الرغم من تفوق المنتخب السعودي من حيث الأسماء، إلا أن العمانيين تمكّنوا من فرض سيطرتهم على نقاط المباراة.
ودخل العمانيون الشوط الثاني بروح مختلفة، مع توازن بين الدفاع والهجوم، الأمر الذي أسفر عن هدفهم الأول من ركلة حرة مباشرة نفذها اللاعب القوي أرشد العلوي. هذه اللحظة كانت بمثابة إشارة لانطلاق إعصار عمان، حيث تمكن الظهير الأيسر المتألق علي البوسعيدي من صنع فرصة رائعة، ليحرز الهدف الثاني بعد توغله بذكاء في عمق منطقة الجزاء.
حاول اللاعب محمد كنو بعد ذلك أن يفرض نفسه بفعل رائع، هدفًا جسّد رغبة المنتخب السعودي في العودة. لكن الوقت لم يكن في صالحهم، حيث تمكن منتخب عمان من الحفاظ على تقدمه والتأهل إلى نهائي البطولة.
في النهاية، يُعتبر الإنجاز الذي حققه المنتخب العماني تحت قيادة رشيد جابر شهادة قاطعة على قدرة الفريق على التكيف والصمود تحت الضغط. نأمل أن تظل روح الفريق عالية وأن تتواصل الانتصارات في المستقبل.