تُدين القمة النسوية بأشد العبارات الجرائم المروعة التي ارتكبتها جماعة الحوثي بحق النساء والأطفال والمدنيين في قرية حنكة آل مسعود بمنطقة قيفة، محافظة البيضاء، خلال الفترة من 5 يناير 2025 وحتى 12 يناير 2025، وتطوراتها الخطيرة.
لقد أقدمت جماعة الحوثي على اقتراف سلسلة من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ترقى لتكون جرائم حرب؛ فقد استعملت الحملة العسكرية على أهالي منطقة حنكة ال مسعود في مديرية القريشية محافظة البيضاء كافة أساليب القتل والتدمير والاختطاف والاعدامات الميدانية وتهجير السكان قسراً وتشريدهم؛ ونهب الممتلكات وتدمير الاعيان المدنية بما فيها دور العبادة وحرق المنازل وتفخيخها وترويع النساء والأطفال وإخراجهن من بيوتهن بقوة السلاح وتجميعهن في مسجد وممارسة التهديد والاعتداءات الجسدية عليهن وفرض حصار خانق على المنطقة وقطع الاتصالات والانترنت بغرض عزل المنطقة عن العالم حتى تجهز على ما تبقى من السكان والمساكن ومقومات الحياة متسببة في وقوع مأساة إنسانية مروعة في هذه القرية المنكوبة.
لقد أكدت شهادات بعض الضحايا أن الوضع يشبه الجحيم وبرغم صراخهم المدوي لم يسمعهم إلا ريح الشتاء القارس والجوع والعطش الذي ينهش احشائهم كما تنهش اجسادهم آلة الحرب القاسية وقلوب المقاتلين الخاوية من الرحمة والإنسانية.
مازالت النساء في حنكة ال مسعود تصرخ وتستصرخ من له قلب وألقى السمع وهو شهيد في العالم أجمع لإنقاذهن من هول ما لحق بهن من ظلم وامتهان من قبل قوات جماعة انصار الله الحوثيين ممثلة بالزينبيات اللواتي داهمين البيوت واقتادين النساء وتجميعهن داخل مسجد المنطقة وإهانتهن بعد استباحة حرمة منازلهن وتفتيشها بطريقة همجية دون مراعاة لأي اعتبارات إنسانية واخلاقية أو قانونية.
ومازال أهالي حنكة ال مسعود يعيشون الجحيم التي أسعرتها الة الحرب الحوثية ضدهم دون أن يجدوا مبررا لذلك فالاستخدام المفرط للقوة بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة بما فيها الطيران المسير ضد مدنيين عزل ينبئ عن حالة انتقام تمارسها الجماعة ضد من خالفهم بالرأي أو انتقد ممارساتهم غير القانونية.
ان ما تقوم به جماعة الحوثي من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان من الخطف والاعتقال والتعذيب والترويع النساء والأطفال يمثل انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الانسان ويتنافى مع الاعراف الدينية والأخلاقية.
ان القمة النسوية تستنكر هذا الصمت المطبق من حكومة الشرعية التي لم يتجاوز ردة فعلها البيانات وتصريحات الاستنكار، وكذلك موقف التحالف العربي والمجتمع الدولي على رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي وكل الفاعلين الدوليين، وتدعوهم الى اتخاذ خطوات جادة ومسؤولة لحماية المدنيين بما فيهم النساء والاطفال من الجرائم التي ترتكبها جماعة أنصار الله دون إبطاء .
وترى القمة إن ردود الأفعال الخجولة من قبل الحكومة الشرعية والقوى الإقليمية والدولية تجاه هذه الانتهاكات والتجاوزات تجعل الشعب اليمني يفقد ثقته بقدرتهم على انهاء الانقلاب واستعادة الدولة وتحقيق مبادئ العدالة وعدم الإفلات من العقاب .
وتشدد على سرعة التحرك واستخدام كافة الوسائل الممكنة لأنهاء معاناة المدنيين في حنكة ال مسعود
إننا في القمة النسوية نؤكد أن هذه الجرائم تشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني وكل المواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحماية حقوق الإنسان، وخاصة حقوق النساء والأطفال في النزاعات المسلحة.
وعليه، نطالب المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية الإقليمية والدولية، بالآتي:
1. إدانة هذه الجرائم بشدة واعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب المحاسبة.
2. دعوة اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان وكافة الجهات الحقوقية الدولية للتحقيق في هذه الانتهاكات ضد المدنيين.
3. العمل العاجل على حماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، في منطقة حنكة ال مسعود محافظة البيضاء.
4. توفير الدعم الإنساني والإيوائي العاجل للنساء والأطفال الذين شُرّدوا بسبب هذه الجرائم.
5. احترام جماعة الحوثيين القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ووقف استهداف المدنيين والأعيان المدنية وفتح تحقيق فوري بملابسات اعمال القتل والتخريب ونهب الممتلكات التي طالت أهالي منطقة حنكة ال مسعود واعزل القيادات العسكرية والأمنية التي ساهمت بهذه الجريمة واحالتهم للقضاء واجراء محاكمات علنية.
6. تعزيز الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن وضمان وقف شامل ومستدام لإطلاق النار.
إن معاناة النساء والأطفال في اليمن عموماً، وخصوصاً في قرية حنكة آل مسعود، تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني في ظل الصراع المسلح. وبهذا البيان، نؤكد أن القمة النسوية ستظل صوتاً مدافعاً عن حقوق النساء في اليمن، وستواصل العمل بكل الوسائل الممكنة لفضح هذه الانتهاكات وتحقيق العدالة للضحايا.
إننا في القمة النسوية الى جانب كل مكونات المجتمع المدني والحقوقيين والناشطين وأبناء المجتمع الذين رفعوا أصواتهم لأنهاء معاناة اخواننا وخواتنا واطفالنا في حنكة ال. مسعود سنبذل كل الجهود الممكنة للانتصار لحقوق الضحايا في حنكة ال مسعود وجميع ضحايا انتهاكات حقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني.
كما ندعو كافة الفعاليات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني بما فيها النسوية والاعلام الى مناصرة ضحايا جحيم حنكة ال مسعود.
صادر عن القمة النسوية اليمنية