آخر تحديث :الأربعاء - 15 يناير 2025 - 12:29 م

كتابات واقلام


تعالوا نحاكم "وفي العريمي"

الثلاثاء - 14 يناير 2025 - الساعة 09:01 م

صالح ابو عوذل
بقلم: صالح ابو عوذل - ارشيف الكاتب


تمر بلدنا بحالة من الهشاشة والتخبط، تؤكد أننا نسير نحو منحدر خطير، أحياناً، عندما تقرأ بعض التدوينات والتعليقات، تشعر وكأن هذا الشعب لا يستطيع العيش دون مصائب وكوارث، وإذا لم يجدها، فإنه يصنع المشاكل من العدم.
كمية التحريض التي يقوم بها بعض الأشخاص، الذين يُفترض أن يكونوا أصحاب وزن أكاديمي وثقافي، ضد زملائهم في قناة عدن المستقلة، هي أمر مؤسف وغير مبرر، لو وضع أي شخص نفسه مكان الزميل وفي العريمي، ربما لتصرف بنفس الطريقة، خاصة في أجواء التوتر التي تحيط بإدارة التغطيات المباشرة.
الذين خاضوا تجربة العمل في "الكنترول" أو إدارة التغطيات المباشرة يدركون جيداً حجم الضغوط والتوتر الذي يواجهه الفريق المسؤول عن البث. المذيع أو المراسل قد يبدو في وضع مريح نسبياً، لأنه يعلم أن هناك فريقاً كاملاً يعمل خلف الكواليس ويتحمل مسؤولية أي أخطاء قد تحدث أثناء البث.
في العمل الميداني أو أثناء التغطيات الحية، يكون المراسل تحت حماية وإشراف طاقم العمل، وعلى رأسهم مدير المراسلين.
فالمراسل في تلك اللحظات يكون في حالة تركيز شديد مع المذيع في الاستوديو، مما يجعله معزولًا عن كل ما يحدث حوله. يتحول تركيزه إلى مهمة واحدة فقط: تلقي السؤال والرد عليه بدقة، حتى لو كانت الأرض من حوله تشهد أحداثًا كارثية. بالنسبة له، البركان المشتعل أمامه ليس إلا خبرًا يحتاج إلى الشرح دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى.
هنا يأتي دور المسؤول عن الفريق الميداني، الذي تقع على عاتقه مهمة حماية المراسل وضمان ظهوره أمام المشاهدين بشكل لائق ومهني.
هذا لا يعني تبرير أي أخطاء قد تحدث، ولكنه يعكس واقعًا يتكرر في العمل الميداني، حيث تكون الضغوط كبيرة والمسؤوليات مشتركة.بالطبع، حادثة الاعتداء على المعلم تصرف مدان وغير مقبول، ولكن، هذا لا يعني أن نحول الأمر إلى محاكمة علنية للزميل وفي العريمي، أو أن نطالب بتطبيق عقوبات قاسية وغير منصفة بحقه.
الحوادث تحصل يومياً، والمشاكل تعم كل شارع وزاوية، لكن التهويل المبالغ فيه لأي قضية يعكس واقعاً مؤسفاً يشير إلى أن البعض يتغذى على المصائب ويزدهر بها.
وفيما يتعلق بالوقفة الاحتجاجية التي خرج فيها الموظفون، يجب أن نسأل أنفسنا: هل حقق هؤلاء الموظفون مبتغاهم من هذه الوقفة؟.
وهناك التساؤل الأكبر.. متى يستطيع هذا المجتمع تجاوز ثقافة التحريض والتهويل، ليتوجه نحو بناء حقيقي قائم على الحوار والتفاهم؟ عدن لا تحتاج إلى المزيد من الانقسامات والمصائب، بل إلى وعي جماعي يعمل على استعادة الاستقرار والنهوض بهذا الوطن المنهك.

ندرك أن الزملاء في قناة عدن المستقلة، بقيادة الأستاذ عبدالعزيز الشيخ والأستاذ محمد العمودي ، سيتحركون لحل هذه المشكلة بطريقة مُرضية، وستعود الأمور إلى نصابها بلا شك. لكن يبقى السؤال: أين الأهداف التي خرج من أجلها هؤلاء الموظفون المعدمون؟ (سؤال مكرر)؟.

#صالح_أبوعوذل