عمال الجنوب اليوم في حضرموت بدأوا تصعيدهم السلمي ضد الفاسدين وآكلي قوت الشعب من أجل إنتزاع الحقوق وتطهير مؤسسات الدولة وأجهزتها من براثن الدولة العميقة ومخلفاتها القذرة التي مازالت تستحوذ على قوت الشعب وتنهب ثرواته وتتستر بوعودها العرقوبية وأوهامها القذرة التي تبثها للشعب بين الفينة والأخرى إيمانا منها بأنها ستمرر مشاريعها المرفوضة في الجنوب ،لكنها انصدمت بجدار شعب الجنوب الفولاذي وسقطت كل أحلامها الهلامية التي ظلت تسوقها لسنوات طويلة ,لكنها لم تلقى قبولاً لدى الشعب الذي يتعرض لحرب اقتصادية ظروس نتيجة صموده خلف المجلس الانتقالي الجنوب الحامل الرئىيس لقضيتهم العادلة من قبل أعداء الجنوب وهم كثر .
وقفتي اليوم في المكلا وسيئون لن تكونا الأخيرتان، كما يتوهم البعض بل هي البداية لإنطلاق التصعيد العمالي والشعبي الجارف الذي سيجرف كل من يقف في طريقه من الفاسدين مهما كان جبروته ويلتهم كل إمبراطوريات الفساد ورموزها المصابة بالتخمة من أموال الشعب والمستميته في مص دماء الفقراء والجوعى الذين لا حول لهم ولا قوة ،فالقادم سيكون صعبا مظلما على خفافيش الظلام وأعوانهم الذي حولوا الجنوب إلى غنيمة حرب لهم ولأولادهم وقطعانهم الجوعى المنزوعة الرحمة من قلوبها والذين يتلذذون بمعاناة الشعب ،وهم قابعين في أرقى الفنادق في دول العالم تحت المكيفات الذين يأكون من ألذ وأشهى الموائد التي تمتلئ بها الطاولات ،وضحكاتهم تملؤ الدنيا ضجيجاً، وكأن مايحدث للشعب الذي بات على شفاء الوقوع في مجاعة لا تستثني أحد من الشعب المغلوب على أمره مايعنيهم .
ما أذهلني اليوم في وقفة المكلا الاحتجاجية التي نفذتها القوى الجنوبية ذلك الرجل المسند العم أحمد الذي يحمل رتبة عميد وهو من المسرحين من الجيش الجنوبي السابق ،وهو يقف على عكازه تحت حرارة الشمس صامدا كصمود الأبطال في ساحات الوغى ،لم يخرج من أجل منصب أول جاه أو مال ولكنه خرج من أجل انتزاع حقوقه المسلوبة من بين أنياب الذئبة المفترسة ،ومعالجة الوضع المعيشي والخدمي الذي لم يعد يحتمل في ظل غياب تام للجهات المسئولة، التي لم تعد تستمع لأصوات الجوعى وأنات الثكالى ،لكنهم مهما تعالوا وبلغوا في الطغيان والجبروت سيرحلون غصباً عنهم وعن صولجانهم المسلط على رقابنا طال الزمن أو قصر فأجلهم بات قريباً بالسلم أو بالصميل .
هذا هو شعب الجنوب كما عودنا أنه عصي وسيظل كذلك ولن تستطيع أي قوة إخضاعه أو ثنيه عن هدفه في التحرير والإستقلال قلنا لكم من قبل ونقولها الآن بالفم المليان شاء من شاء وأبى من أبى ،ما سمعته من شعارات ثورية اليوم في الساحة ، هي بمثابة رسالة للرئاسي وحكومة المناصفة ،إما حلول عاجلة تنهي معاناة الشعب أو النار ستصل اليكم وتلتهمكم جمعيا ،يكفي فساد يكفي تلاعب بقوت الشعب يكفي نهب .. يكفي حلول ترقيعية .. صبرنا نفذ لم يعد معنا ما نخاف عليه وأكفاننا في أيدينا نتمنى أن ننال الشهادة وروؤسنا مرفوعة في ساحات النضال والبطولة من أجل مستقبل أولادنا، ولا نموت من شدة الجوع ونحن قابعين في بيوتنا لقد مللنا من العيش في ظل وجود السرق والصوص وهم يحكمون على رقابنا إلى هنا وكفى !!
كما أجدها فرصة في مقالي هذا أن أقدم التحية لحرائر حضرموت اللواتي كان لهن حضور كبير ومشرف .. ألف تحية لهن ،ولكل من حضر وشارك في هذه الوقفة إيذاناً بخطوات تصعيدية أخرى وفقاً لماجاء في البيان الذي ضم عدد من المطالب القوية التي تصب في رفع المعاناة الملقاة على كاهل الشعب .. فالطوفان البشري قادم لا محالة على الجميع أن يشمر عن سواعده ليوم النصر نكون أو لا نكون الشهادة أو النصر ..!!