آخر تحديث :السبت - 18 يناير 2025 - 10:33 م

اخبار وتقارير


إدارة حكم فاسدة وحياة مترفة خارج البلاد

السبت - 18 يناير 2025 - 12:38 م بتوقيت عدن

إدارة حكم فاسدة وحياة مترفة خارج البلاد

كتب / عارف ناجي

اليمن بين معاناة الشعب واستغلال تجار الحرب وصمت النخب


تمر اليمن بأحد أصعب المراحل في تاريخها الحديث، حيث تتفاقم المعاناة الإنسانية مع استمرار الحرب التي لم تترك بيتاً إلا وطرقته بالألم والخسارة. لقد أصبح الشعب اليمني ضحية لصراع طويل الأمد، ليس فقط بين أطراف النزاع المسلح، بل أيضاً لصراع خفي يديره تجار الحروب والسلاح والمخدرات الذين وجدوا في الفوضى بيئة خصبة للثراء على حساب أرواح الأبرياء.


غلاء المعيشة وغياب الرواتب


يعاني ملايين اليمنيين من ارتفاع جنوني في الأسعار وغلاء المعيشة، في ظل انهيار اقتصادي مستمر، وتدهور العملة المحلية، وغياب شبه كامل للخدمات الأساسية. أضف إلى ذلك انقطاع الرواتب عن معظم الموظفين والعاملين في القطاعين العام والخاص، ما جعل الكثيرين عاجزين عن تأمين احتياجاتهم اليومية.


إدارة فاسدة وحياة مترفة خارج البلاد


تتفاقم الأزمة بسبب فساد الإدارة التي تحكم البلاد، حيث يعيش المسؤولون في الخارج حياة الترف والبذخ، غير مبالين بمعاناة الشعب الذي يتضور جوعاً. يُهدر المال العام في مصالح شخصية، بينما تُترك المؤسسات الحيوية تنهار تدريجياً.


استغلال الحرب والتربح منها


وسط هذا الوضع، برزت طبقة جديدة من المستغلين الذين وجدوا في الحرب فرصة للربح غير المشروع. هؤلاء تجار الحروب والمخدرات يستغلون الانفلات الأمني لتحقيق مصالحهم، بينما يعاني المواطن العادي من انعدام الأمن والاستقرار.


التافهون وصمتهم المخزي


لا يمكن الحديث عن الأزمة دون الإشارة إلى النخب الاجتماعية والمدنية والإعلامية التي اختارت الصمت، أو الأسوأ، التطبيل للأطراف المتسببة في الكارثة. هؤلاء الذين يفترض بهم أن يكونوا صوت الشعب المدافع عن حقوقه، باتوا أدوات في يد الفساد، يقدمون الولاء على المصلحة العامة، ويبررون الجرائم بدل أن يفضحوها.


معاناة الشعب وصموده


رغم كل هذه التحديات، يبقى الشعب اليمني صامداً، متشبثاً بالأمل، باحثاً عن حلول للخروج من هذه الكارثة. تظهر المبادرات الفردية والتضامن المجتمعي كأحد أشكال المقاومة الإنسانية أمام القهر والجوع.


رسالة للعالم


ما يحدث في اليمن ليس مجرد أزمة إنسانية، بل وصمة عار على جبين الإنسانية بأكملها. يجب أن يتحرك المجتمع الدولي، ليس فقط لوقف الحرب، بل لمحاسبة كل من تاجر بدماء اليمنيين، ولإعادة بناء بلد دمره الجشع والفساد والمشارئع السياسية الخارجية .


إن اليمن اليوم بحاجة إلى أصوات شجاعة تفضح المستغلين وتقف إلى جانب الشعب، بعيداً عن المصلحة الشخصية والتطبيل. فلا مستقبل للبلاد إلا بوعي جمعي يقف ضد الفساد والاستغلال، ويطالب بالعدالة والسلام.


عارف ناجي علي