آخر تحديث :الجمعة - 24 يناير 2025 - 12:15 ص

كتابات واقلام


قضايا الرأي العام أداة لكشف الفساد وإرعاب الفاسد

الخميس - 23 يناير 2025 - الساعة 09:24 م

عارف عادل ابو الخضر
بقلم: عارف عادل ابو الخضر - ارشيف الكاتب


الرأي العام ليس مجرد كلمات تُردد أو شعارات تُرفع، بل هو قوة ضاغطة تزعزع أركان الفساد وتُثير رعب المتورطين فيه. عندما تتحول القضايا المخفية إلى حديث الشارع، فإنها تصبح كابوساً يُقلق راحة أولئك الذين استغلوا مناصبهم لتحقيق مكاسب شخصية على حساب حقوق الشعب.

ما يُخفى وراء الجدران يُفضح في وضح النهار إن ما يُحاك خلف الكواليس من صفقات مشبوهة وقرارات تُرسم في ظلام المصالح الشخصية يُخفى عن أعين المواطنين البسطاء. لكن التاريخ أثبت أن الحقائق لا تبقى مدفونة إلى الأبد، وأن الوثائق والبيانات التي تُنسج بليلٍ مظلم سرعان ما تجد طريقها إلى أيدي الشرفاء الذين يكشفون المستور.

دور الرأي العام في مواجهة الفساد
حين يكتشف المواطنون حجم الفساد المستشري، وتصلهم المعلومات الحقيقية عن حجم الأموال المنهوبة أو التلاعب بالمقدرات العامة، يتحول الغضب الشعبي إلى سلاح قوي يُربك حسابات الفاسدين. الرأي العام يُمثل القوة الشعبية التي لا يمكن قمعها، رغم محاولات تكميم الأفواه وسياسة الترهيب التي تُمارسها بعض الجهات.

ضرورة المحاسبة والردع
في ظل تفاقم الأوضاع واستمرار تردي الخدمات ونهب المال العام، لم يعد مقبولاً السكوت على الفساد أو التغاضي عن المتورطين فيه. المطالبة بمحاسبة كل مسؤول تورط أو ثبت تورطه في قضايا الفساد ليست مجرد أمنية، بل هي مطلب شعبي وحق قانوني يهدف إلى تحقيق العدالة واسترداد الحقوق المنهوبة.

رسالة لبعض المسؤولين عليكم أن تدركوا أن الأيام دول، وأن السلطة ليست أبدية. ما كان يُدار خلف الجدران أصبح اليوم في متناول الجميع، بفضل الأصوات الحرة والجهود الشعبية. الرأي العام هو السلاح الأقوى، ولن تتوقف المطالبات حتى يُحاسب كل من أضر بمصالح الشعب.

لن يتحقق التغيير إلا بوقفة شعبية جادة تدعم قضايا الرأي العام وتُطالب بالشفافية والمحاسبة. ليكن الفاسدون عبرة لمن يعتبر، وليعلموا أن الشعب لن يغفر لمن أفسد في الأرض ونهب حقوقه.