آخر تحديث :الأربعاء - 01 يناير 2025 - 11:25 م

كتابات


السفير بن سبعة في كنف الرحمن

الأحد - 29 ديسمبر 2024 - 08:33 م بتوقيت عدن

السفير بن سبعة في كنف الرحمن

كتب / د. عيدروس نصر ناصر النقيب.

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير.

بحزن وأسىً شديدين تلقيت اليوم نبأ وفاة صديقي وزميلي السفير عمر حسين ثابت بن سبعة.

الرجل النبيل الأصيل والشخصية الوطنية والدبلوماسية المرموقة وصاحب الرأي والموقف الوطني المميز منذ مراحل الدراسة الإعدادية والثانوية.

تعود معرفتنا بالأخ عمر إلى العام الدراسي 1976/1977م حينما جاء قادماً من ثانوية الشهيد عبد الرحمن قحطان القيدعي، لبعوس، حينما كانت لبعوس عاصمة المديرية الغربية من المحافظة الثالثة (أبين حاليا) وكان الفقيد ضمن دفعة تقارب المائة تلميذ منهم الكثير من الأسماء البارزة اليوم في العمل الأكاديمي والطبي والحقوقي والإعلامي وفي القيادة العسكرية والسياسية الجنوبية.

كان جيل ذلك الزمن يتميز بالقدرات المبكرة على الإبداع والعطاء، والانخراط المبكرة في الحياة السياسية والاجتماعية، وكان من ذلك الجيل القادة المتفوقين (في ذلك السن) وقد كان عمر أحد تلك الأسماء التي تركت بصمتها منذ اليوم الأول لوصولها إلى السنة الأولى ثانوي، ومثله كان كل زملائه القادمين من المديريات الأربع، وذلك من خلال مشاركتهم في النشاط الثقافي والجماهيري والطلابي والشبابي و(التنظيمي) الحزبي.

في نهايةالعام الدراسي ١٩٧٧م أنهيت انا دار المعلمين (الذي كان جزءاً من الثانوية إدارياً) وانتقلت للعمل في سلك التربية والتعليم،

وفي العام التالي تعرض الفقيد للإصابة في إحدى رجليه مما اضطره للسفر إلى جمهورية كوبا الصديقة للعلاج، وهناك (إن لم تخنني الذاكرة) أكمل دراسته الثانوية وهو تحت العلاج، ثم حصل على منحة دراسية لأكمال دراسته الجامعية هناك.

تنقل الفقيد في العديد من المهمات والمواقع الإدارية والدبلوماسية في وزارة خارجية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ثم اليمنية في العام 1990م

تميز الفقيد بسجايا وأخلاقيات تلك المرحلة الذهبية من الصدق والوفاء والجدية والتواضع وسعة الأفق

وكان على الدوام صورة من صور الدبلوماسية المرتبطة بقضية الوطن ومصالحه المستقبلية كما مكنه إتقانه لأكثر من أربع لقات منها الإسبانية والإيطالية والإنجليزية، فضلا عن اللغة الأم، مكنه من بناء معرفة متسعة عن ثقافات الشعوب وعادات البلدان التي عمل فيها، وكانت بصماته واضحة حيثما حل في الداخل أو الخارج، كما كان صديقا ودوداً مع مرؤوسيه وزملائه ولم يشعر أحداً قط بالفوقية أو التعالي وهو يتعامل مع الغفير قبل الوزير.

إنني أشعر بالصدمة والحزن لهذا الخبر المؤلم والخسارة الكبيرة والأسى الشخصي لفقدان صديق ورفيق وزميل من أفضل من تعرفت عليهم.

وبهذا المصاب الجلل أعزي نفسي، كما اعزي اولاده هاشم وعلي والاسرة الكريمةوإخوانه الأعزاء علي حسين والمهندس عبدالرحمن حسين وأسرتيهما وأولاد وأفراد أسرة الأخ المرحوم عيدروس حسين بن سبعة، والمرحوم زين حسين سبعة والمرحوم المناضل محمود حسين سبعة والفقيد الطيار عبدربه حسين بن سبعه وجميع رفاق الفقيد وزملائه ورؤسائه ومرؤوسيه وكل محبيه

وإنا لله وإنا إليه راجعون.