آخر تحديث :الأربعاء - 15 يناير 2025 - 01:57 ص

اخبار وتقارير


الجنوب ينتفض : صرخة شعب من أجل الكرامة والتغيير

الإثنين - 13 يناير 2025 - 09:49 م بتوقيت عدن

الجنوب ينتفض : صرخة شعب من أجل الكرامة والتغيير

كتب/ وضاح قحطان الحريري*

تمر المحافظات الجنوبية اليوم بلحظة مفصلية، حيث تتصاعد موجات الغضب الشعبي، لتعلن أن الكيل قد طفح. هذه الانتفاضة ليست مجرد حالة غضب عابرة، بل هي انتفاضة شعبية مشروعة جاءت لتُعيد توجيه البوصلة نحو حقوق المواطن المغلوب على أمره. ومع ذلك، فإن استمرارها أو تراجعها مرهون بتلبية مطالب الشعب التي أصبحت واضحة ولا تقبل التأجيل.


إخفاقات متراكمة وأزمات متجددة


من تجويع الشعب إلى انهيار العملة وارتفاع الأسعار، يبدو أن حياة المواطن الجنوبي باتت محاصرة بالأزمات. ورغم أن هذه المشكلات ليست جديدة، فإن تراكمها جعل الصبر ينفد، وأصبحت الحاجة إلى حلول جذرية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.


إدارة محلية تتعثر تحت وطأة المحسوبية


ما زالت المحسوبية وغياب الكفاءات تسيطران على كثير من مفاصل الإدارة المحلية. ولعل ما يضاعف الأزمة هو أن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي كان يُنتظر منه تصحيح المسار، يعاني هو الآخر من إخفاقات في إدارة ملف الخدمات بسبب الاعتماد على الولاءات والوساطات.


لكن هذا لا يعني أن الأمل قد تلاشى، بل أن الحاجة أصبحت ملحة لإعادة تقييم الأداء، والعمل على إصلاح منظومة الإدارة عبر تمكين الكفاءات والحد من النفوذ الشخصي.


المجلس الانتقالي ودوره في الانتفاضة


رغم الانتقادات، يجب الإشادة بمشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في هذه الانتفاضة الشعبية إلى جانب أبناء الجنوب في كافة المحافظات. هذا الموقف يعكس التزام المجلس بمعاناة الشعب، ويُظهر أنه لا يزال جزءًا من الشارع الجنوبي.


لكن الدور الأهم الذي ينتظره الشعب هو الانتقال من المشاركة إلى القيادة. على المجلس أن يتبنى مطالب الشعب ويدافع عنها على كافة المستويات، وأن يعمل على إصلاح داخلي يعيد الثقة بين القيادة والشعب.


الجنوب بعيون أبنائه: الوقت قد حان للتغيير


إن الأزمات التي يعاني منها الجنوب لا يمكن معالجتها إلا إذا أُدير الملف الحكومي بأيادٍ جنوبية خالصة. الوقت قد حان لتولي أبناء الجنوب زمام الأمور بعيدًا عن أيادي الفساد والمحسوبية التي أرهقت الوطن.


مستقبل الجنوب: التغيير أو استمرار الانتفاضة


هذه الانتفاضة ليست نهاية المطاف، بل هي بداية طريق نحو تغيير حقيقي. لكنها قد تستمر بل وتتوسع إذا استمرت الجهات المعنية في تجاهل مطالب الشعب. لا يمكن تجاهل صرخة الناس بعد اليوم، والمطلوب هو إرادة صادقة لإحداث تغيير جذري وشامل.


ختامًا


إن الجنوب اليوم بحاجة إلى قيادة تضع الكفاءة والنزاهة فوق كل اعتبار. هذه اللحظة هي فرصة لإعادة بناء الثقة ورسم ملامح مستقبل جديد. الانتفاضة ليست تهديدًا، بل هي فرصة حقيقية لتصحيح المسار.


الجنوب يستحق الأفضل، ولن نصنع الأفضل إلا بإرادة صادقة وعمل جاد.



*كاتب وإعلامي جنوبي