آخر تحديث :السبت - 18 يناير 2025 - 03:12 م

كتابات


مليونية الجياع: إلى هنا وكفى..!

الثلاثاء - 14 يناير 2025 - 02:50 م بتوقيت عدن

مليونية الجياع: إلى هنا وكفى..!

كتب / ناصر التميمي


في ظل تردي الأوضاع المعيشية والخدمية وانهيار العملة المحلية، يبدو أنه لا حلول قريبة تلوح في الأفق سوى وعود عرقوبية نسمعها من المجلس الرئاسي والحكومة، تاركين الشعب يأكل من القمامة، والموظف يبحث عن راتبه الهزيل الذي لا يساوي قطمة دقيق، بينما يصارع متاعب الحياة وحيدًا، والمسؤولون كل يغني على ليلاه، حاطين رجلًا فوق رجل، ويأكلون من أشهى المأكولات وألذها، وفي الفنادق الفخمة الراقية تحت المكيفات، بينما الناس تموت على قارعات الطرق من الجوع والمعاناة التي يتجرعونها ليلاً ونهارًا في هذا الزمن الرديء الذي أصبح فيه الفاسدون هم من يتحكمون بحياة ومستقبل الشعب الغلبان على أمره.


إنذارات كثيرة وجهها شعب الجنوب للشرعية، وبالذات القوى التي تحارب الشعب من اتجاهات مختلفة، ولم يستجيبوا، وأصموا آذانهم عن سماع حجم المعاناة الكبيرة التي أوصلوا الشعب إليها، مما يعني أنهم وضعوا الشعب في حفرة عميقة جدًا، بينما راحوا يلهثون وراء شفط كل الإيرادات والودائع التي تأتي من التحالف العربي والدول المانحة، همهم الوحيد هو إشباع رغباتهم وبطونهم الفارغة التي لم تشبع من الفساد طيلة أكثر من ثلاثة عقود. وأمام هذا التعنت من القوى الشريكة في مجلس القيادة الرئاسي، والتي أصبحت أداة لعرقلة أي قرارات قد تصب في مصلحة شعب الجنوب، أداة هدم للتخريب أي منجزات قد تتحقق من قبل المجلس الانتقالي الذي يحمل هموم الشعب وقضيته العادلة ويدافع عنها على مختلف الجبهات.


ما حدث اليوم في ساحة الحرية بخور مكسر في العاصمة الحبيبة عدن يعتبر آخر إنذار لمن لا يزال يتلاعب بقوت الشعب. إنها رسالة أخيرة لهم: إما حلول عاجلة وسريعة تلبي مطالب القوى المدنية الجنوبية، وإلا الطوفان وحمم البراكين قادمة لا محالة، ستحرق كل الفاسدين الذين يلعبون بقوت الشعب، ولن يكون لهم مكان بعد اليوم في العاصمة عدن مهما كانت التضحيات. يكفي فسادًا، يكفي ضحكًا على المواطن الذي حرموه من راتبه الهزيل وقوت يومه. هم كانوا يراهنون على إثارة الشعب ضد المجلس الانتقالي، فجاءهم الرد مزلزلًا من ساحة العروض اليوم، وقلب عليهم الطاولة التي كانوا يريدون منها تمرير مخططاتهم الخبيثة التي يخططون لنا منذ سنوات.


يا سلام عليك يا شعب الجنوب، كم أنت عظيم! لقد أذهلتم العالم بصمودكم الأسطوري، وقطعتم الطريق على أعداء الجنوب.


هتافات اليوم من قلب العاصمة عدن هزت عروش الفساد العاجية، وضجت مضاجع الفاسدين الذين أمعنوا في مص دماء الغلابى والجوعى من شعب الجنوب. ياجنوبي، صح النوم، لا شراكة بعد اليوم... ياجنوبي، صح النوم، لا تراجع بعد اليوم... فعلاً لا تراجع بعد اليوم، وعلى القوى المعادية أن تحمل عفشها وترحل إلى حيث تريد قبل أن يجتاحها الطوفان البشري القادم من كل حدب وصوب في الجنوب من شرقه وغربه. لقد صبرنا بما فيه الكفاية، ولا يمكن أن نصبر أكثر من ذلك. عشر سنوات كانت كافية، تجرعنا فيها مختلف صنوف القهر والعذاب بصولجان القوى اليمنية المتحالفة ضد الجنوب، بما فيها المليشيات الحوثية التي هي على وئام مع القوى اليمنية الموجودة في الشرعية.


ما قبل مليونية الجياع ليس كما بعدها، وعلى الجميع أن يفهم ذلك بالرضا أو بالقوة. بغينا حقنا، ما بغينا شيء زائد. والله إن فهم القوم الرسالة أو لن يفهموا، سيفهمونها في القريب العاجل بالقوة، وسينتزع الشعب حقه ويستعيد دولته التي يناضل من أجل استعادتها من بين أنياب ومخالب الاحتلال اليمني البغيض. واليوم، أرسل شعب الجنوب وعماله عدة رسائل قوية للداخل والإقليم، وللرباعية والأمم المتحدة مفادها: نحن أصحاب الأرض والثروة، ومن حقنا أن نستعيد دولتنا المسلوبة. في رأيي الشخصي، أن رسالة اليوم وصلت إلى الجميع بما فيهم التحالف العربي، والأمم المتحدة، والرباعية، وفهموا مغزاها وأهدافها.


يا ترى، هل سيستجيبون ويضغطون على مجلس القيادة الرئاسي ليلبي المطالب المشروعة؟ الأيام القادمة كفيلة بكشف المخبأ، ومليونية الجياع قالت للجميع: إلى هنا وكفى..! والله من وراء القصد.