في لفتة تعكس الوفاء والأصالة وموقف نادر الحدوث، التقى عدد من الطلاب اليمنيين بمعلمهم المصري بعد رحلة بحث امتدت لـ30 عاما، لتتوج بلقاء حار واستقبال حافل في إحدى قرى صعيد مصر.
تتلمذ على يديه كل أبناء القرية اليمنية
وقال أمير صلاح صاحب مبادرة بعنوان "لم الشمل" لـ"العربية نت" والحدث نت"، إن عددا من الطلاب اليمنيين الذين يقيمون حاليا بالولايات المتحدة قاموا برحلة بحث عن معلمهم المصري "طلعت محمد العوام" الذي كان قام بتدريسهم مادة التربية الإسلامية والقرآن الكريم قبل نحو 30 عاما.
وأضاف أمير صلاح، أن المعلم المصري كان يعمل في قرية شوحة بني منصور بمحافظة إب اليمنية، وبالتحديد في مدرسة "جعفر إبن أبي منصور"، حيث تتلمذ على يديه كل أبناء هذه القرية اليمنية الصغيرة.
وفي وفاء نادر وتعبيرا عن "حفظ الجميل"، قام هؤلاء الطلاب اليمنيين بعدة زيارات من الولايات المتحدة الأميركية إلى مصر للبحث عن معلمهم، كما قاموا بزيارة السجل المدني للبحث عن المعلم أكثر من مرة دون جدوى.
حماس..ومشاعر.. ولقاء حافل
وأخيرا حالفهم الحظ وتمكنوا من التوصل إلى موقع وعنوان معلمهم المنشود عن طريق مبادرة "لم الشمل"، حيث تم اللقاء أمس الثلاثاء، بقرية الدير الشرقي بمحافظة قنا في صعيد مصر.
ونشر أمير صلاح صاحب المبادرة مقطع فيديو للطلاب اليمنيين في طريقهم إلى منزل المعلم، حيث بدى عليهم الحماس للقاء المعلم بعد طول غياب.
ولدى وصولهم إلى منزل معلمهم، كان المشهد مهيبا بحق، حيث كان المعلم بانتظارهم في استقبال حافل مع عدد كبير من أفراد أسرته وأبناء القرية، بينما كانت الأحضان سيدة الموقف، كما أقدم أحد الطلاب بتقبيل رأس معلمه أكثر من مرة تعبيرا عن سعادته وتبجيلا لمعلمه في الصغر.
ذهول.. ومشاعر جياشة
وعن لحظات اللقاء الحارة، قال أمير صلاح إن المعلم كان في ذهول تام، غير مصدق عينيه لرؤية تلاميذه بعد سنوات الغياب الـ30، بينما ظل يردد كلمات الترحاب والتعبير عن السعادة ما عكس المشاعر الجياشة للجميع في هذا الموقف النادر.
كما قام أحد الطلاب اليمنيين بتسليم المعلم المصري "درع تكريم" تقديرا لدوره في تعليمه وأبناء قريته ماجعلهم مدينين له بالفضل حتى اليوم.
كما أكد صاحب مبادرة "لم الشمل" أن هذا اللقاء هو الأول، لكن يعقبه لقاءات أخرى لبقية الطلاب اليمنيين المقيمين في الولايات المتحدة، الذين يستعدون للسفر إلى مصر للقاء معلمهم ما يعكس صدق المشاعر وعلاقات الحب والتقدير بين المصريين واليمنيين.