تضمّن إعلان جماعة الحوثي اليمنية عن إطلاق سراح أفراد طاقم السفينة جالاكسي ليدر المحتجزين لديها منذ أكثر من عام رسالة تهدئة جاءت في توقيت بدأت فيه الجماعة تشعر بشكل أكبر بوطأة التهديد الذي يتربّص بها بعد دخول حركة حماس الفلسطينية التي يدّعي الحوثيون دعمها في هدنة مع إسرائيل.
كما جاءت أيضا بعد تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتّحدة وما يمكن أن يحمله ذلك من تغييرات محتملة في تعاطي واشنطن مع الملف اليمني، خصوصا وأن سلفه جو بايدن كان متهما بممارسة اللين بشكل مبالغ فيه إزاء الجماعة الموالية لإيران وتهديداتها لخطوط الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وقالت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين، الأربعاء، إن الجماعة أطلقت سراح طاقم السفينة جالاكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما.
وأضافت القناة أن الطاقم سُلم إلى سلطنة عمان بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
ونقلت القناة عن المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين قوله إنه تم الإفراج عن طاقم السفينة المحتجزة بوساطة سلطنة عمان وتسليم طاقمها للعمانيين بالتنسيق مع حركة حماس ضمن ترتيبات وقف إطلاق النار الذي أقر مؤخرا.
وقالت شركة جالاكسي ماريتايم مالكة السفينة إن الطاقم يتألف من 25 فردا من بلغاريا وأوكرانيا والفلبين والمكسيك ورومانيا. وكانت السفينة مستأجرة من قبل شركة نيبون يوسين اليابانية.
وجرى اقتياد السفينة جالاكسي ليدر إلى ميناء الحديدة في شمال اليمن وهي منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين، بعد أن صعد أفراد من الجماعة على متنها في البحر في التاسع عشر من نوفمبر 2023 عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقال زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، الاثنين، إن جماعته مستعدة للتحرك إذا انتهكت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف أن جماعته مستعدة دوما للتدخل على الفور في أي وقت يعود فيه العدو الإسرائيلي إلى التصعيد وارتكاب جرائم الإبادة وحصار قطاع غزة.
وقال هانس غروندبرغ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن في بيان إن “الإفراج عن طاقم جالاكسي ليدر نبأ سار يضع حدا لما تحمّله أفراده من الاحتجاز القسري والانفصال الذي عانوا بسببه هم وعائلاتهم على مدى أكثر من عام”.
وأضاف “هذه خطوة في الاتجاه الصحيح، وأحث أنصار الله على مواصلة هذه الخطوات الإيجابية على جميع الجبهات، بما في ذلك إنهاء جميع الهجمات البحرية”.
ونفذ الحوثيون أكثر من 100 هجوم على السفن التي تعبر البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، قائلين إنهم يتصرفون تضامنا مع الفلسطينيين أمام الحملة الجوية والبرية التي شنتها إسرائيل على حماس في غزة. وأغرقوا سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا أربعة بحارة على الأقل.
وأدت الهجمات إلى تعطيل حركة الشحن العالمية مما أجبر الشركات على تغيير مسارها إلى رحلات أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية لأكثر من عام.