تواصل القوات الإسرائيلية عمليتها العسكرية في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية لليوم الثالث على التوالي، حيث يواصل الجيش إخلاء أحياء كاملة في المخيم، مع قطع المياه والكهرباء وشبكات الاتصال عن المخيم، مع مقتل اثنين آخرين في جنين، ليرتفع إجمالي عدد الضحايا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية إلى 12، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه مستمر في العملية العسكرية.
وتتركز حالياً العملية العسكرية في حيي الدمج والحواشين جنوب غربي مخيم جنين وسط اشتباكات عنيفة، وعمليات نزوح قسري لمئات الأسر. أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن القوات الإسرائيلية أجبرت مواطنين في مخيم جنين على النزوح من ديارهم لليوم الثاني على التوالي.
وأوضحت الوكالة أن النازحين «هم من كبار السن والنساء والأطفال، وأن القوات الإسرائيلية أجبرتهم على إخلاء منازلهم بالقوة وتحت تهديد السلاح»، وعمدت إلى إخضاع الفلسطينيين لإجراءات تفتيش مشددة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، مقتل اثنين آخرين في جنين، ليرتفع إجمالي عدد الضحايا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية إلى 12.
وذكرت المصادر أن دوي انفجارين كبيرين سمعا في المخيم، وأن القوات الإسرائيلية دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية والجرافات إلى أطرافه.كما هدمت القوات الإسرائيلية منزلاً حاصرته في بلدة برقين غرب جنين.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن القوات الإسرائيلية، سَوّت المنزل بالأرض، بعدما جرفته بواسطة جرافة ثقيلة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جندي خلال العملية الأمنية في برقين.
وفي جنين أيضاً، اقتحمت القوات الإسرائيلية، قرية فحمة جنوب المدينة. وقالت مصادر محلية، إن القوات الإسرائيلية، اقتحمت القرية، وأطلقت الغاز السام المسيل للدموع تجاه المواطنين، ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة.
وتزامناً مع عملية جنين، شددت القوات الإسرائيلية إجراءاتها العسكرية في الضفة الغربية، حيث أقامت عشرات الحواجز على الطرق المؤدية إلى القرى والمدن الفلسطينية، ما تسبب باضطرابات واختناقات مرورية شديدة مع ورود تقارير عن تأخير لعدة ساعات في السفر بين المدن والقرى.
وبحسب التقارير، فإن نحو 38 حاجزاً عسكرياً من أصل 900 أغلقت بشكل كامل، كما تسببت عمليات التفتيش فيها بتعطل حركة النقل، حيث أمر الجيش بتفتيش كل مركبة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الجيش يطبق في الضفة الدروس التي تعلمها في غزة، مؤكداً التحول في الاستراتيجية العسكرية.
ووصف متحدث عسكري إسرائيلي العملية في الضفة بأنها مشابهة نسبياً وإن كانت على نطاق أصغر، لعملية أخرى جرت في أغسطس الماضي، حيث داهمت قوات إسرائيلية مدعومة بطائرات مسيرة وطائرات هليكوبتر جنين ومدناً أخرى في الضفة. وهذا هو التوغل الثالث الكبير الذي يشنه الجيش الإسرائيلي في أقل من عامين في جنين.