آخر تحديث :الإثنين - 27 يناير 2025 - 03:51 م

كتابات واقلام


عندما ينكسر القلم المقدس بسبب الضغوط القاسية

الأحد - 26 يناير 2025 - الساعة 03:57 م

عارف عادل ابو الخضر
بقلم: عارف عادل ابو الخضر - ارشيف الكاتب


في مشهد يهز القلوب ويثير الألم، أقدم المعلم عبدالفتاح الشاص، مدرس في مدرسة البساتين بمدينة عدن، على إنهاء حياته بسبب الضغوط المعيشية التي أنهكت كاهله. هذه الحادثة المؤلمة ليست مجرد واقعة فردية بل هي صرخة مدوية تسلط الضوء على معاناة أهم شريحة أساسية في المجتمع

المعلمون هم بناة الأجيال، وحماة القيم، ومصدر النور للمعرفة، ومع ذلك، يواجهون حالياً ظروفًا معيشية قاسية تفقدهم القدرة على الوقوف او الصمود. كيف يمكن للمعلم، الذي يُفترض أن يحمل رسالة التعليم والتنوير، أن يعيش وسط ضغوط اقتصادية خانقة، وغياب أي دعم حقيقي من المسؤولين؟

إن حادثة انتحار الأستاذ عبدالفتاح تفتح باب النقاش حول أوضاع التعليم ، وتحديدًا الأوضاع الإنسانية للمعلمين. فالرواتب المتدنية، وارتفاع تكاليف المعيشة، والتجاهل الرسمي المتعمد، كلها عوامل تضع المعلمين في مواجهة مباشرة مع الفقر واليأس.

هذه الفاجعة ليست مجرد فقدان فرد، بل خسارة لقيمته ورسالته، وتذكير مؤلم لنا جميعًا بأن المعلم، رغم مكانته المقدسة، يظل إنسانًا له احتياجات وهموم. إذا كان المعلم، الذي يُعتبر الركيزة الأساسية لأي مجتمع، ينهار تحت وطأة الجوع والضغوط، فماذا يبقى للمجتمع من أمل؟

على المسؤولين أن يدركوا أن إصلاح أوضاع التعليم يبدأ من الاهتمام بالمعلم، منحه حياة كريمة، وتقدير جهوده، ورفع الظلم عنه. فقيمة التعليم لا تقاس فقط بالمباني والكتب، بل بحياة ومستقبل من يحمل هذه الرسالة السامية.