الأمم المتحدة: أكثر من 70 بالمائة من السكان يعانون من الحرمان والفقر متعدد الأبعاد
مع تراجع القيمة الشرائية للريال، تشهد اسواق العاصمة عدن ومحافظة لحج زيادة جديدة في أسعار السلع الأساسية، الامر الذي فاقم من اوضاع المواطنين، جراء الغلاء الذي طال معظم احتياجاتهم الضرورية.
ويشكو الاهالي من عجزهم في القدرة الشرائية، نتيجة انخفاض مرتباتهم، وانعدام فرص العمل، لاسيما في ظل انعدام الاصلاحات الاقتصادية، التي القت بظلالها على واقع الحياة المعيشية، ومختلف الخدمات.
الاضطرار للعمل لساعات طويلة
بين عمله لفترتين، ووظيفته الاساسية في مجال التعليم، يقضي المعلم وديع محمد عبداللطيف نحو ثلاثة عشر ساعة في اليوم، للموائمة بين عمله بالمدرسة، وشغله الاخر في احد المحال التجارية، تحديدا في سوق جولة عيريم في مديرية القبيطة بمحافظة لحج، بات العمل لمدة ثلاث فترات يوميا، السبيل الوحيد للمعلم، لتأمين دخله اليومي، وتغطية نفقات اسرته، لاسيما في ظل تزايد الغلاء المعيشي وتدني الأجور.
يقول المعلم وديع محمد: "اشتغل داخل احد الثلاجات المركزية في القبيطة، لان راتب المعلم لا يكفي، حيث اقوم بالعمل في الفترة الصباحية وادرس الطلاب في المدرسة بالفترة المسائية بعد الظهر، ثم أعود لنفس المكان بالمحل التجاري لأكمل عملي حتى اخر الليل".
ويؤكد: " من الاسباب التي دفعتني للعمل مع احد ملاك المحال التجارية هو ان دخلي من الراتب لا يفي بنفقات اسرتي المكونة من ستة أطفال، خاصة وان الراتب ثمانين الف ريال يمني والسلع مرتفعة".
غلاء في معظم الاحتياجات
ارتفاع الاسعار مؤخرا، شمل معظم احتياجات المواطنين، في مقدمتها السلع الاساسية، كالأرز والقمح، والزيت، بالإضافة الى الخضروات، والفاكهة ومشتقات اللحوم وغيرها، وهو ما اثر على الشريحة العظمى من الناس، بالتزامن مع التراجع المستمر لقيمة العملة المحلية امام العملات الأجنبية.
ويقول المواطن رشيد حسن احد اهالي مديرية القبيطة: "الفرق كبير بالاسعار، يعني الكيلو البطاط الذي كان ب500 ريال اصبح ب 2500 ريال، والبصل الذي كان ب 1000 ريال صار ب3000 الف ريال، اما الدقيق الذي كان ب 35000 الف ريال، أصبح ب 50000 الف ريال.
ويشير حسن: "كان راتبي قبل سنوات يعادل 450 الى 500 دولار، لكن اليوم صار يعادل 65 دولار، ايش ممكن يوفر لنا راتبنا اليوم في ظل الغلاء".
ويؤكد ماهر محمد مربوش عامل في محال تجاري بلحج: "العملة هذه الأيام كل يوم ولها سعر دون استقرار، واسعار السلع كل يوم ايضا وهي تتفاوت بالاسعار".
ويضيف: "نتعامل مع تجار الجملة بالعملة الصعبة ونحن نبيع بالعملة المحلية ، والمشكلة معانا هي الديون (البيع الآجل) ، نمنح العميل سلعة ما بداية الشهر وهي بسعر عشرين الف ريال، ونتفاجأ في اليوم التالي ان السلعة قد ارتفع سعرها ب اثنين وعشرين الف ريال، وعندما يسددها العميل نهاية الشهر يسددها باقل من المبلغ الذي زاد بعد عملية الشراء والسبب هو الصرف، الامر الذي يؤدي الى تعرضنا لخسارة نظرا للبيع الآجل".
ويوضح مربوش: "السلع ارتفعت بشكل غير مسبوق بين العام الماضي والعام الجاري، مثلا: الزيت سعره زاد بنسبة 30% ، وكذلك السكر زاد بنسبة 40 ٪ ، اما القمح فقد زادت تسعيرته بنسبة 50 ٪ ".
عجز عن معالجة الاوضاع واتساع رقعة الفقر
استمرار حدة الغلاء، الناجم عن تراجع القيمة الشرائية للريال، بالتوازي مع ضعف الرقابة على الاسواق، اسباب ونتائج باتت تفاقم من سوء الحياة المعيشية للمواطنين، في وقت لاتزال الحكومة عاجزة عن إيجاد حلول ناجعة، للحد من التدهور الاقتصادي، وتردي الخدمات، للتخفيف من مأساة السكان في البلاد، الذي يعاني أكثر من 70 بالمائة منهم من الحرمان والفقر متعدد الأبعاد، بحسب الأمم المتحدة.