آخر تحديث :الأربعاء - 01 يناير 2025 - 04:47 م

كتابات واقلام


الوديعة السعودية.. هل تُنقذ الاقتصاد أم تذهب إلى جيوب الفاسدين؟

الأحد - 29 ديسمبر 2024 - الساعة 05:10 م

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم - ارشيف الكاتب


بينما يعاني الشعب اليمني من الفقر والجوع وكل أنواع المعاناة، تستمر حكومة الفساد في الغرق داخل بحر السرقات والنهب والرواتب الضخمة.

اليوم تأتي وديعة جديدة بقيمة 500 مليون دولار من المملكة العربية السعودية، ويتسابق الجميع لتقديم الشكر والامتنان. نعم، شكراً للسعودية على كرمها، *لكن هل هذه المساعدات ستغير شيئاً من حال الشعب، أو تخفف بعضاً من معاناته، أو تحدّ من الانهيار الحاد للعملة؟ أم أنها ستذهب، كالمعتاد، إلى جيوب الفاسدين؟*

يتفنن بعض المسؤولين الفاسدين في إظهار هذه المساعدات وكأنها إنجازات تُحسب لهم وثمرة لجهودهم، وأنهم جزء من الحل وليسوا السبب في المشكلة! أين أنتم من *ثروات الوطن؟ شركة بلحاف الغازية،* *التي تصل عائداتها إلى 2 مليار دولار سنوياً، وعائدات النفط والمعادن والمنافذ الحدودية، وغيرها من الثروات التي تتبخر بلا أثر. لماذا لا يرى الشعب شيئاً من هذه الموارد؟ الإجابة واضحة: الفساد ينخر مؤسسات الدولة ويبتلع حقوق المواطنين بلا خجل*.

الشعب يعيش على حافة المجاعة، بينما أنتم تتجاهلون صرخاته وتكتفون بالظهور الإعلامي لتجميل صورتكم. إلى متى ستظل هذه الحكومة عبئاً على هذا الشعب؟ بدلاً من الشكر على المساعدات، كان الأجدر بكم العمل على استغلال ثروات البلاد وتسخيرها لصالح المواطنين الذين يدفعون ثمن فسادكم يومياً.

أين تذهب مليارات شركة بلحاف الغازية؟ أين عائدات النفط؟ *وأين إيرادات منفذ الوديعة الحدودي؟* لماذا تظل هذه الأموال مجهولة المصير؟ الشعب لا يريد خطابات دعائية أو وعوداً زائفة، بل يحتاج إلى حلول واقعية توقف استنزاف موارده. هذه الأموال التي تبتلعها شبكات الفساد كان يمكن أن تُحدث تحولاً جذرياً في حياة المواطنين، لكنها بدلاً من ذلك تختفي في دهاليز المصالح الشخصية بلا رقيب أو محاسبة.

نقولها بكل صراحة: أنتم لستم قيادة، بل عقبة أمام أي أمل للنهوض.
الوطن والشعب بحاجة إلى حكومة تعمل من أجلهما، لا حكومة تسرق بلا خجل. إذا كنتم غير قادرين على إدارة ثروات الوطن بمسؤولية، فإن الرحيل هو الخيار الوحيد. الشعب سيحاسبكم، والتاريخ لن يرحم من أهدر كرامة هذا الوطن وحقوقه.